حذرت وكالة الأدوية الفرنسية السبت مجددا من استخدام عقار هيدروكسي كلوروكوين على المصابين بفيروس كورونا الجديد، في وقت يزاداد القلق حيال آثاره الجانبية. وفي وقت سابق أصدرت الوكالة الوطنية لأمن الأدوية والمنتجات الصحية في فرنسا تحذيرا بشأن العقار المضاد للملاريا.
ونوهت الوكالة إلى إن أكثر من نصف الحالات ال321 “للأعراض الجانبية غير المستحسنة” للعلاجات المستخدمة حاليا لفيروس كورونا الجديد ناجمة عن عقار هيدروكسي كلوروكوين ومضاد الالتهابات المستخدم معه أزيترومايسين. وذكرت أنه منذ ظهر الوباء، تم تسجيل أعراض جانبية خطيرة في “80 بالمئة” من الحالات المعلنة. أوضحت أن أربع وفيات في المستشفيات الفرنسية جرّاء أعراض جانبية للعلاجات المستخدمة لكوفيد-19 كانت على صلة بهيدروكسي كلوروكوين. ويذكر أن الأضواء تسلطت على استخدام هذه التوليفة المثيرة للجدل منذ نشر الأخصائي الفرنسي في علم الأمراض المعدية ديدييه راؤول دراستين صغيرتين أظهرتا أنها قد تنجح في علاج المصابين بالفيروس الذي لم يظهر له دواء بعد. لكن رغم الدعوات المتزايدة في فرنسا لاستخدام العقارين بشكل أوسع، شكك خبراء آخرون بدعوات البروفيسور راؤول وأشاروا إلى خطر تسببهما بذبحة قلبية. وضمّت وكالة الأدوية الأوروبية الخميس صوتها للأصوات القلقة من استخدام أدوية الملاريا. وأفادت الهيئة التي تتخذ من أمستردام مقرا أن “الدراسات الأخيرة سجّلت مشكلات في نبضات القلب خطيرة وفي بعض الحالات مميتة عند استخدام كلوروكوين أو هيدروكسي كلوروكوين، خصوصا عند استخدامهما بجرعات عالية أو إلى جانب مضاد الالتهابات أزيترومايسين”. وأشارت إلى عدم وجود أي مؤشر يثبت أن هذه الأدوية تفيد في علاج المصابين بالفيروس. بدورها، ذكرت الوكالة الفرنسية أن 42 بالمئة من جميع الآثار الجانبية المقلقة ترتبط بكاليترا، وهو دواء مضاد للفيروسات الرجعية يخلط بين لوبينافير وريتونافير. ومن المعروف أن هيدروكسي كلوروكوين يتسبب بمشاكل في نبضات القلب على غرار اختلال النظم القلبي لدى بعض المرضى، وهو أمر قد يفضي إلى وفاتهم. وأفاد رئيس الوكالة الفرنسية دومينيك مارتن فرانس برس في وقت سابق أن “مرضى كوفيد يعانون عادة من ضعف في القلب، ولذا ترجّح معاناتهم من مشاكل مع الأدوية التي تؤثر على صحة القلب”.