بعدما سمحت العديد من البلدان باستخدام عقّاري "كلوروكين" و"هيدروكسي-كلوروكين" لعلاج المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات، نبّهت الهيئة الفرنسية المتخصّصة في سلامة الأدوية والمنتجات الصحية إلى "الآثار الجانبية الخطيرة" التي قد تترتب عن هذين العقارين. وَوفقا لقناة الأخبار الفرنسية "LCI"، الاثنين، فإن وكالة الأدوية الفرنسية، المعروفة اختصاراً ب "ANSM"، دعت إلى عدم استخدام العقاقير المخصصة لعلاج "كوفيد-19" للتطبيب الذاتي بأي حال من الأحوال، مرجّحة أن تكون ثلاث حالات وافتها المنية مرتبطة بتلك العلاجات. وأوضحت الهيئة الفرنسية للأدوية أن التحاليل اللازمة تجري حاليا لتحديد العلاقة بين علاجات "كوفيد-19" والوفيات الثلاث، بغية التأكد ما إذا كانت العقاقير المستخدمة في علاج مرضى الفيروس المستجد تؤدي إلى أضرار صحية خطيرة، مشيرة إلى أن المشافي الفرنسية توظف أدوية "هيدروكسي-كلوروكين" (يُسوّق باسم "بلاكونيل") و"كاليترا" (مضاد للفيروسات القهرية يجمع بين عنصريْ "ريتونافير" و"لوبينافير"). دومينيك مارتن، المدير العام للهيئة الفرنسية، قال: "من الطبيعي إجراء التجارب السريرية بشأن أدوية الكلوروكين، بالنظر إلى الظرفية الراهنة التي يعيشها العالم، لكن ذلك لا يمنعنا من ممارسة المراقبة وتفعيل اليقظة الدوائية بخصوص تلك المنتجات"، مشيرا إلى أن النتائج ستكون متاحة في نهاية الأسبوع الجاري. وأضاف مارتن أن "عقار هيدروكسي-كلوروكين يستحق اهتماما خاصا، لكنه يمكن أن يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، ما قد يؤدي إلى نوبة قلبية، وهو ما يضاعف مخاطره الصحية"، وزاد: "ذلك ما لمسناه بشكل واقعي لدى مرضى كوفيد-19 بسبب اضطرابات الأيْض التي ترتبت عن المرض". ونبّهت الوكالة إلى عدم استخدام تلك العقاقير في التطبيب الذاتي حتى وإن كانت بناءً على وصفة طبية، ويرى مارتن أن "هذه الأدوية تصرف في الصيدليات خارج الإطار التنظيمي، رغم حصر استخدامها في المستشفيات، لا سيما عقار بلاكونيل (هيدروكسي-كلوروكين)". وقد سمحت الولاياتالمتحدةالأمريكية باستخدام الكلوروكين لعلاج مرضى "كوفيد-19"، حيث عبّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن أمله في الحصول على آثار إيجابية في قادم الأيام، قائلا: "هناك فرصة حقيقية لأن يكون له أثر هائل. سيكون بمثابة هبة من الله إذا نجح". وزارة الصحة المغربية أكدت بدورها أن قرار استعمال دواء "كلوروكين" ودواء "هيدروكسي كلوروكوين" لعلاج المصابين بفيروس "كورونا" هو قرار سيادي، وجاء بعد اتفاق مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية ومراقبة الأمراض التنفسية الحادة بالمملكة.