ينوي زعيم حزب النهضة التونسي الإسلامي راشد الغنوشي الذي يعيش منفيا في لندن, العودة الاحد الى تونس بعدما غادر بلاده منذ ما يفوق العشرين عاما, كما أعلن الخميس المتحدث باسم النهضة في باريس. وقال حسين جزيري مندوب حزب النهضة الذي كان محظورا في ظل نظام زين العابدين بن علي, لوكالة فرانس في باريس, إن "راشد الغنوشي سيعود الأحد إلى تونس". وأضاف "لن يعود عودة المنتصر للمطالبة بمقعد في الحكومة, لكنه سيعود بصفته مواطنا عاديا لإعادة الاتصالات مع القوى الفاعلة في البلاد والتشجيع على انتقال سلمي وهادئ ومن دون استثناء احد إلى الديموقراطية". وكان راشد الغنوشي أعلن الاثنين في مقابلة مع تلفزيون فرنسا 24, انه سيسلم الجيل الجديد رئاسة حزبه, معتبرا أن "ليس من الضروري" الاستمرار رئيسا للحزب, فيما يبدي جيل "اصغر وأكفأ" منه استعدادا لمتابعة المسيرة. وأوضح جزيري أن "حزب النهضة سيطلب ترخيصه (باعتباره حزبا سياسيا). وفي غضون بضعة اشهر سيعقد مؤتمر للحزب ولن يترشح راشد الغنوشي لرئاسة الحركة". والشخصية الرئيسية لحزب النهضة في الوقت الراهن هو المتحدث باسمها في تونس حمادي جبالي. وكان راشد الغنوشي أسس عام 1981 حركة النهضة المتأثرة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر, ويؤكد اليوم أنها تمثل إسلاما حديثا وهي قريبة من حزب العدالة والتنمية التركي. وفي انتخابات العام 1989 حصلت حركة النهضة على 17% من الأصوات ما دفع نظام بن علي إلى قمعها بشدة وحظر نشاطها. وغادر الغنوشي عندها إلى الجزائر ثم إلى لندن. وفي عام 1992 حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد مع عدد آخر من المسؤولين الإسلاميين بتهمة التآمر للإطاحة بالرئيس. طرد وزراء بن علي من الحكومة من جهة أخرى أعلن محمد الغنوشي الذي ابقي عليه في مهامه كرئيس للوزراء في تونس, مساء الخميس عن تركيبة جديدة للحكومة الانتقالية استبعد منها وزراء فريق بن علي من المناصب الأساسية (الخارجية والداخلية والدفاع والمالية). وتلا الغنوشي عبر التلفزيون العام لائحة أعضاء الحكومة المكلفة بتنظيم انتخابات ديمقراطية في الأشهر القادمة. وعين الغنوشي احمد ونيس وزيرا جديدا للخارجية. وأكد الغنوشي أن مهمة الحكومة الانتقالية "محددة في الانتقال بالبلاد إلى الديمقراطية وفي أن تنظم الانتخابات حتى يقول الشعب كلمته بكل حرية وبكل الضمانات في أن تعكس الانتخابات إرادة الشعب, هذا ما تم إقراره وتلتزم به الحكومة". وأضاف "الانتخابات سوف تتم بإشراف لجنة مستقلة وبحضور مراقبين دوليين حتى نضمن شفافية ونزاهة الانتخابات التي ستنظم في هذه الفترة الانتقالية". تهليل ومطالب برحيل الغنوشي وهلل المتظاهرون المعتصمون في ساحة الحكومة بالعاصمة مساء الخميس لدى الإعلان عن التركيبة الجديدة للحكومة التي خلت من ابرز رموز فريق بن علي, لكنهم قالوا إنهم يريدون رحيل رئيس الوزراء محمد الغنوشي, بحسب مراسل وكالة فرانس برس. وصفق المتظاهرون الذين قدم معظمهم من أعماق تونس, وقفزوا مهللين تعبيرا عن فرحهم. لكنهم هتفوا مجددا "غنوشي ارحل, غنوشي ارحل, نحن باقون". وقال متظاهر شاب معلقا على التعديل الوزاري الذي ابقي فيه على الغنوشي ووزيرين اثنين فقط من التكنوقراط من فريق آخر حكومة شكلها بن علي, "ما أعلن ليس سيئا" قبل أن يضيف "لكن يجب أن يرحل (محمد) الغنوشي لأنه رئيس العصابة".