انتقدت جماعة "العدل والاحسان" بقوة حفل الولاء الذي شهده رحاب القصر الملكي بالرباط، من خلال التمسك بالطقوس التي وصفتها الجماعة ب "المذلة". وجاء في افتتاحية لموقع الجماعة أن "في المغرب توهم دهاقنة الحكم أنهم تجاوزوا عنق الزجاجة، وصدقوا كذبة أرخوا لها بفاتح يوليوز، وأخذتهم عزة الطغيان، فضاعفوا جرعات إهانة الشعب وكان آخرها تمسكهم بطقوسهم المذلة حينما أدركوا اهتزازها فراحوا يحشدون لها من المسوغات الواهية ما لا يسنده شرع ولا يقبله عقل وتمجه الفطرة السليمة". وتساءلت الافتتاحية "متى كان نظام، هو في نظر المبشرين ب (أفضاله) أشبه بخلافة الرسول صلى الله عليه وسلم، يحتكر الثروة والسلطة؟ فهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستثمر في أقوات العباد؟ وهل راكم رسول الله صلى الله عليه وسلم الثروات ليصنف ضمن أغنى أغنياء العالم؟ وهل أخضع الرسول صلى الله عليه وسلم العباد لشخصه وهو أكرم خلق الله فحُشروا طوابير يؤدون فروض الطاعة انحناءً وركوعا وخضوعا؟". واستطردت الافتتاحية مشككة في شرعية النظام الملكي الدينية: "واهم من يعتقد أن المغرب خارج إطار رياح الربيع العربي، وإلا كيف يفسر هذا التهاوي لمصداقية النظام و(شرعيته الدينية) وغدت مثار نقاش شعبي تعدى النخب المثقفة ليصبح حديث العموم". وأضافت "الأمر أكبر من طقوس يراد اختزال الاستبداد فيها دهاءً ومكرا قد تفضي بهم سياسة الانحناء المؤقت للعاصفة إلى بعض التعديل فيها احتواءً والتفافا على غضب شعبي يتنامى باضطراد احتجاجا على مصادرة إرادته وحقه في اختيار من يحكمه على قاعدة اقتران المسؤولية بالمحاسبة والمساءلة، وعلى سوء تدبير شأنه العام فتناسلت المعضلات: فقر وبؤس وحرمان ومرض وأمية وإفلاس لمصداقية البلد السياسية. جوهر الأمر أن هناك نظاما مستبدا محتكرا لأهم السلط ومتلاعبا بالدين ومستحوذا على جل الثروة مهما لبس من لبوس أو تسمى بمسميات، وما ينبغي أن تلهي معارك الشكليات والمسميات، مهما كانت أهميتها، عن ذلكم الجوهر". وفي تحذير مبطن مما قد يأتي اختتمت الافتتاحية بالقول "أعياد بحمد الله تتوالى على الأمة وعروش طغاة تتهاوى تباعا. تُرى، على من يكون الدور من الحكام الطغاة في العيد القابل؟".