تعثر المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم أمام ضيفه منتخب غينيا كوناكري بهدفين لواحد في المباراة الودية الدولية٬ التي جمعت بينهما ليلة الأربعاء - الخميس بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط في إطار استعدادات أسود الأطلس٬ قبل المواجهة الحاسمة ضد منتخب الموزمبيق برسم الجولة الثالثة والأخيرة من إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 المقررة في جنوب إفريقيا من 19 يناير إلى 10 فبراير. وافتتح حصة التسجيل لمنتخب غينيا اللاعب ممادو مارا في الدقيقة 12 قبل أن يضيف إسماعيل بانغورا الهدف الثاني في الدقيقة 25 ٬ وفي الوقت بدل الضائع تمكن البديل ياسين الصالحي من تقليص الفارق لأسود الأطلس (90+2). وحاول أشبال المدرب البلجيكي إيريك غيريتس فرض أسلوب لعبهم منذ الدقائق الأولى في محاولة منهم للضغط على المنتخب الغيني حيث وقعوا على بداية جيدة خاصة بعد إحكامهم السيطرة على وسط الميدان بقيادة العميد الحسين خرجة. وكاد المنتخب المغربي بقليل من الحظ أن يسجل هدف السبق حيث أتيحت له أولى فرص التهديف في الدقيقة الرابعة بواسطة مروان الشماخ الذي ذهبت رأسيته غير بعيدة عن العمود الأفقي للحارس الغيني عبد العزيز كيتا وبعدها بدقيقتين اصطدمت كرة منير الحمداوي بالعمود الأفقي بعد أن تلقى كرة عرضية من عبد السلام بنجلون الذي كانت تسرباته خطيرة. وضد مجرى اللعب وعلى إثر هجوم مضاد اصطاد المنتخب الغيني ضربة ركنية أعطت الهدف الأول بواسطة المهاجم الغيني مامادو بانغورا برأسية بديعة لم تترك أي حظ للحارس نادر لمياغري الذي كان تدخله خاطئا. وكان هذا الهدف وراء انتعاشة الفريق الغيني الذي أخذ بزمام المباراة وحاول الضغط على معترك المنتخب المغربي مستفيدا من اللياقة البدينة القوية للاعبيه وتقنياتهم الفردية العالية وتسرباتهم الخطيرة من الجهتين اليمنى واليسرى ٬ وتمريراتهم الطويلة٬ وكذا تراجع أصدقاء الحارس لمياغري الذي تدخل في ثلاث مناسبات ببراعة لإبعاد الخطر عن مرماه. ولم تذهب المناورات التي كان يقوم بها خط الهجوم الغيني سدى بل أثمرت عن هدف ثاني في الدقيقة الخامسة والعشرين بعد هجوم مضاد من الجهة اليسرى بعد أن تلاعب ابراهيما طراوي بالدفاع المغربي وقدم كرة على طبق من ذهب لزميله اسماعيل بانغورا الذي أسكن الكرة في الشباك معلنا عن الهدف الثاني . ومع بداية الشوط الثاني الذي تميز باللعب المفتوح وبانضباط تكتيكي خاصة من طرف المنتخب الغيني الذي وقفت عناصره الواعدة باستماتة أمام الاندفاع الكلي للمنتخب المغربي المؤازر من طرف جمهوره العريض الذي حج بكثافة إلى الملعب. وبدا الضغط النفسي واضحا على عناصر المنتخب المغربي التي كانت تأمل في تسجيل هدف مبكر يسهل من مأموريتها ويبعثر بالتالي أوراق الفريق الغيني . غير أن السيطرة لا تعني دائما الفوز٬ ففي الوقت الذي احتكر فيه أصدقاء العميد الحسين خرجة الكرة وسيطروا على مجريات اللعب ونقلوا ضغطهم منذ الوهلة الأولى من الشوط الثاني إلى معترك المنتخب الغيني الذي عمد إلى المرتدات الهجومية التي كان يقودها بذكاء كل من طراوري ومامادو والتي كانت تشكل خطورة حقيقية على مرمى الحارس لمياغري الذي تفنن في إبعاد الخطر عن مرماه. وعرفت الدقائق الأخيرة انتفاضة الفريق المغربي الذي ضغط بكل قوة على المعترك الغيني في محاولة لتسجيل هدف الشرف غير أنه وجد استماتة كبيرة في الدفاع . وعلى إثر خطأ نفده المدافع زكرياء بركديش داخل مربع المنتخب الغيني تجد الكرة منقذ المنتخب المغربي ياسين الصالحي الذي حولها إلى مرمى الحارس كيتا مقلصا الحصة. وتعتبر هذه المباراة آخر اختبار حقيقي لأسود الأطلس٬ و فرصة حقيقية للوقوف على مدى جاهزية العناصر التي تمارس في البطولات الأوروبية والمحلية التي شاركت في الدورة التاسعة لكأس الأمم العربية٬ والتي عاد لقبها للمغرب. ودخل المنتخب المغربي هذه المباراة محروما من خدمات خمسة مهاجمين وهم ٬ أسامة السعيدي (هيرنيفن / هولندا) ويونس بلهندة (مونبليي / فرنسا) بسبب الإصابة٬ ونور الدين لمرابط الذي يعاني من التهاب في المعدة والأمعاء٬ وعادل تاعرابت (كوينز بارك رينجرز / اسكتلندا) وامبارك بوصوفة (انجي / روسيا) بداعي المشاركة مع أنديتهما ٬ موضحا أن "الأندية غير ملزمة بتسريح لاعبيها على الرغم من أن تاريخ المباراة هو تاريخ الفيفا". وتعد هذه المباراة آخر اختبار للمنتخب المغربي قبل التوجه إلى مابوتو لمواجهة نظيره الموزمبيقي ما بين7 و9 شتنبر المقبل برسم ذهاب الجولة الثالثة والأخيرة من إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 قبل استضافته إيابا ما بين 12 و14 أكتوبر من السنة ذاتها. كما تعتبر فرصة سانحة أمام المدرب غيريتس لوضع اللمسات الأخيرة بعد أن تجمعت لديه صورة واضحة لوضع كل التصورات الممكنة لاختيار العناصر التي ستشكل العمود الفقري للمنتخب الوطني .