في الوقت الذي يعمل فيه علماء وباحثون حول العالم ليلا ونهارا من أجل التوصل إلى علاج لفيروس كورونا الوبائي، ورد أخيرا من فرنسا خبر سار، يفيد أن عقار “هيدروكسي كلوروكوين”، المضاد للملاريا أثبت فعاليته في القضاء على فيروس كرونا، بناء على دراسة سريريه محكمة. الدراسة التي أجراها في مرسيليا البروفيسور الشهير ديدييه راولت أظهرت بنسبة 100 في المائة أن المرضى الذين تناولوا دواء “هيدروكسي كلوروكوين ” مع المضاد الحيوي “أزيثرومايسين” حصلوا على نتائج سلبية للفحص وتعافوا بعد ستة أيام من خضوعهم للعلاج.
وهذه هي الدراسة التي أشار إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدته التي قال فيها إن دوارء “هيدروكسي كلوروكوين” أتبث فعاليته في محاربة فيروس كورونا. وكانت الحكومة الفرنسية قد قامت بتكليف ديدييه راولت بإجراء أبحاث سريرية قصد التوصل لعلاج فيروس كورونا المستجد. البروفسور هو عالم الأحياء حاصل على دكتوراه في الأمراض المعدية، ويزاول تدريس هذا التخصص في كلية الطب بجامعة إيكس مرسيليا. وهو أحد المؤيدين الأوائل لاستخدام “هيدروكسي كلوروكوين” لعلاج مرض كورونا المعدي، ومع ذلك، تم رفض فرضية البروفيسور وفريقه من قبل مختصين آخرين في الأمراض المعدية، الذي اعتبروا أن البيانات غير كافية، بينما اعتبرت وزارة الصحة هذه الفرضية خبرا زائفا. لكن أخيرا، أعلن ديدييه راولت عن نتائج مشجعة لدراسة سريرية أولية شملت ما مجموعه 36 مريضا بداء كورونا المستجد، حيث استطاع البورفيسور وفريقه من العلماء والباحثين علاج 20 مريضا ب600 ميليغرام من “هيدروكسي كلوروكوين”. وتلقى هؤلاء المرضى العشرين كل يوم مزيجا من دواء “هيدروكسي كلوروكوين” المضاد للملاريا ودواء “أزيثرومايسين” وهو عبارة عن مضاد حيوي يستخدم لعلاج العديد من أنواع العدوى التي تسببها البكتيريا مثل التهابات الجهاز التنفسي والتهابات الجلد والعين والأمراض المنقولة جنسيا، فيما لم يتم إعطاء الدواء ل16 المرضى المتبقين، كآلية رصد. وقال ديدييه راولت إن المرضى الذين تم علاجهم بواسطة عقار “كلوروكين” تماثلوا للشفاء سريعا، وتراجعت بشكل حاد المدة الزمنية لنقل العدوى لديهم، حيث تم إعطاؤهم 600 ملغ من هذا العقار يوميا لمدة 10 أيام. وأوضح راولت قائلا: “لقد تأكدنا أن المرضى الذين لم يتلقوا دواء Plaquenil الذي يحتوي على hydroxychloroquin ظلوا ناقلين للعدى بعد ستة أيام، لكن الذين تناولوا الدواء بعد ستة أيام، تبقى فقط 25 في المائة منهم معديين”. من جانبه أكد وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أن الاختبارات الجديدة مستمرة إلى حدود الآن من أجل تقييم النتائج من قبل البروفيسور راولت، في محاولة لتكرار التجارب بشكل مستقل، وتأكيد فعالية النتائج من الناحية العلمية قبل اتخاذ أي قرار محتمل لبدء إجراءات العلاج لصالح فئة واسعة من المرضى.