منذ شهر فبراير الماضي، يتواصل السجال بين الأوساط الطبية والحكومية والبحثية، حول مدى فعالية الأدوية المتوفرة على ال”كلوروكين” في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ولم يُستثن المغرب هو الآخر من هذا النقاش الذي وصل للإدارة الأمريكية. وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم السبت، إن الدوائين “هيدروكسي كلوروكين” المعروف أيضاً باسم “بلاكنيل”، و”أزيثرومايسين” المعروف باسم “زيثروماكس”، لديهما مجتمِعين “فرصة حقيقية لتكون واحدة من أكبر مغيري اللعبة في تاريخ الطب”. وشكر في تغريدة، نشرها عبر حسابه في موقع “تويتر”، هيئة الغذاء والدواء الأمريكية قائلاً “نقلت على عاتقها الجبال”. وأضاف: “آمل أن يكونوا على حد سواء”، مؤكداً أن “هيدروكسي كلوركين يعمل بشكل أفضل مع أزيثرومايسين”، ناسباً المعلومة للمجلة الدولية لوكلاء مضادات الميكروبات. ونشرت المجلة الدولية لوكلاء مضادات الميكروبات، الأسبوع الجاري، دراسة جديدة أظهرت نتائجها أن الجمع بين هيدروكسي كلوروكوين، دواء مضاد للملاريا معروف باسم Plaqenuil، والمضاد الحيوي أزيثروماسين يساهم في علاج فيروس كورونا المستجد، من خلال تقصير مدة الفيروس في المرضى. وأُجريت الدراسة على 30 إصابة مؤكّدة بفيروس “كوفيد-19″، عولج كل واحد منهم إما ب”هيدروكسي كلوروكوين” بمفرده أو بالاشتراك مع المضاد الحيوي. وحسب المجلة المذكورة، فإنه تم إجراء الدراسة بعد التقارير التي أفادت أن علاج المرضى الصينيين أظهر أن هذا المزيج كان فعالًا في التقليل من عدوى المصابين بفيروس كورونا المستجد، وشملت الدراسة 6 أشخاص لا يعانون من أعراض الشريان التاجي، و 22 شخصاً يعانون من أعراض الجهاز التنفسي العلوي، مثل العطس، والصداع ، والتهاب الحلق، و8 أشخاص أظهروا أعراضاً تنفسية أقل، خاصة السعال. وتلقى 20 من أصل 30 مشاركاً في الدراسة العلاج، وأظهرت النتائج أنه في حين أن هيدروكسي كلوروكوين وحده كان فعالاً كعلاج، عندما تم دمجه مع أزيثروميسين كان أكثر فعالية. يذكر أن وزارة الصحة المغربية قالت، في وقت سابق، إن الدواء المتوفر على المادة الفاعلة “كلوروكين”، والذي يتم تداوله على المواقع الاجتماعية، لازال تحت التجارب السريرية في عدد من الدول لإثبات فعاليته ضد فيروس كوفيد-19. وأكدت، بعد تغريدة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني حول استعمال الدواء في مستشفيات المغرب ضد الفيروس، أنه في حالة ثبوت نجاعة هذا الدواء في علاج مرضى كوفيد-19، فإن “استعماله سيكون وفق بروتوكول طبي معتمد من قبل لجنة علمية وطنية، على أن يقتصر استعماله على الحالات التي تتابع علاجها في المستشفى”. ودعت وزارة الصحة إلى عدم اللجوء لشراء الأدوية دون وصفة طبية واحتكارها، حفاظاً على السلامة الصحية للجميع. وكان رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قال في تغريدة، إن “جميع الحالات المصابة بفيروس كورونا بالمغرب، والتي تعاني من أعراضه، هي فعلا تعالج بهذا الدواء (Plaquenil بلاكُنيل) وهو يصنع بالمغرب، فلا حاجة لجلد الذات باستمرار”، قبل أن يوضح فيما بعد أن “استعمال هذه المادة لا يزال في بدايته في مختلف الدول، وليس هناك أدلة كافية على فعاليته في العلاج، وأن الوقاية وحدها حالياً السبيل الوحيد لحماية المجتمع منه”.