بدأت ملامح انفجار اجتماعي تلوح في أفق دول الاتحاد الأوروبي جراء الانعكاسات السلبية الخطيرة للأزمة الاقتصادية على شعوبها وخاصة في دول الجنوباسبانيا وإيطاليا واليونان، ويؤكد رئيس البرلمان الأوروبي هذا المعطى بينما نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي في مختلف الدول الأوروبية لا يترددون في الحديث عن 'ربيع أوروبي' على غرار الربيع العربي. في هذا الصدد، كتبت رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز في جريدة 'بيلد' الألمانية منذ يومين أن خطر انفجار اجتماعي في أوروبا بدأ يلوح في الأفق لأن الأزمة تتناسل والشباب هم الضحية الأساسيين. ويستشهد بما يجري في اسبانيا من احتجاجات قوية لم تتوقف طيلة الأيام الماضية بسبب سياسة التقشف التي نهجتها حكومة مدريد ومشاعر الرفض التي تغزو الشباب. ويعتبر أن دول أخرى مثل اليونان وإيطاليا بدورها تعيش حالة من الغليان الاجتماعي. كما أن المنظمة العالمية للعمل حذّرت من ارتفاع البطالة بشكل مهول في صفوف الشباب الذين هم دون سن 25 سنة وتتحدث عن 'جيل ضائع' جراء هذه الأزمة. وعمليا، تعيش دول جنوب أوروبا مثل إيطاليا والبرتغال واليونان وأساسا اسبانيا حالة من الغليان الاجتماعي، وتبقى التظاهرات في اسبانيا الأكثر تنظيما وانتشارا. فقدت شهدت 80 مدينة ليلة الجمعة تظاهرات ضد سياسة التقشف والتنديد بالبنوك والمؤسسات المالية الدولية. وتزدي بعض الأخبار من الغليان الشعبي، فقد نقلت مجلة 'دي شبيغل' الألمانية أمس أن صندوق لنقد الدولي لابلغ الاتحاد الأوروبي احتمال إيقاف مساعداته المالية لليونان إذا لم تلتزم حكومة اثينا بالشروط المتفق عليها لحل الأزمة، وهذا يعني أن البلاد قد تسقط في انهيار تام ابتداء من سبتمبر المقبل. وفي اسبانيا، تؤكد جريدة 'الباييس' في عددها أمس الأحد من خلال استجواب كبار الاقتصاديين العالميين أن 'اسبانيا مقبلة على انهيار اقتصادي شبيه باليونان وأنها ستطلب إنقاذ اقتصادها في القريب العاجل وربما ابتداء من سبتمبر المقبل'. ويبدو أن قرض مائة مليار يورو الذي منحته المؤسسات الأوروبية لإسبانيا منذ شهر لم ينقذها من الأزمة. والمثير أن أصوات من الحزب الشعبي الحاكم تتهم أطرافا أوروبية بالرغبة في طرد اسبانيا من العملة الموحدة اليورو رفقة دول الجنوب حتى يبقى اليورو فقط مقتصرا على دول الشمال الغنية. في غضون ذلك، كتبت المجلة الشهرية 'لوموند دبوماتيك' في نسختها الإسبانية مقالا حول 'مشاعر الإحباط والرفض الذي تسيطر في الغرب' تجاه ما يجري من تراجع في المكتسبات الاجتماعية والأرباح التي حققتها المؤسسات المالية الدولية على حساب المواطنين في الغرب والعالم. واعتبرت أن انتشار هذه المشاعر يهدد بردود فعل قوية بدأت تتبلور في عدد من الدول مثل اسبانيا واليونان وإيطاليا. ومن خلال الاطلاع على أنشطة شبكات التواصل مثل 'فيسبوك'، يتبين لصحيفة 'القدس العربي' أن النقاشات تصب في الدعوة الى تحرك شامل وسط الاتحاد الأوروبي وخاصة دول الجنوب لمواجهة ما يصفونه 'الهجمة الرأسمالية' ضد الشعوب الأوروبية. وتكثر الدعوات التي تطالب بالاقتداء بالربيع العربي والبدء في ربيع أوروبي للقضاء على ما يعتبرونه 'جشع المؤسسات المالية في نهب خيرات المواطنين الأوروبيين'، كما جاء في تعليق لناشط اسباني في موقع الفايسبوك المناهض لسياسة التقشف. --- المصدر: القدس العربي