تقديم: آراء أخرى * التَّنَمُّر على الأحزاب السياسية عبد اللطيف الحاميل * بين وهبي وموسي! اسماعيل الحلوتي * "نوال السعداوي" المظلومة! طالبي المحفوظ كثر الكلام، مؤخرا، عن الماركسية كفكر، وكممارسة، وكمنهج علمي، له قوانينه، وكثورة على الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وكسعي مستمر إلى تغيير الواقع، مما يجعله في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. وأول من أنتج الماركسية، والفكر الماركسي، ورسخ، في الواقع، منهج التحليل الملموس، للواقع الملموس، هو ماركسن ورفيقه أنجلز، اللذين قضيا حياتهما بحثا، وتدقيقا في الفكر، وفي الممارسة، وفي صياغة المنهج الماركسي، إلى أن بلورا معا، ما صار يعرف بالماركسية، التي أدخلت الرعب على الرأسمالية، وعلى الرأسماليين، وعلى الإقطاع بكل تلاوينه، وعلى البورجوازية، بكل فئاتها، وعلى المستبدين بالحكم في كل أنحاء العالم لا لأن الماركسية كفكر، وكمنهج، في التعامل مع الواقع المادي، والمعنوي، صارت ترعب المستغلين أنى كان لونهم لأنها فكر يرشد الممارسة، أو لأنها منهج للتفكير، والتعامل مع الواقع، بل لأنها تنقل الوعي، من خلال الفكر الماركسي، ومن خلال الممارسة الماركسية، إلى العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، مما اضطر المستغلين إلى توظيف مرضى الاشتغال على التحريف، من أجل تحريف الماركسية أولا، ومن أجل وصف المقتنعين بالماركسية، بأوصاف خبيثة، لبناء سد منيع بينهم، وبين العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، باعتبارهم القاعدة التي يبنى عليها إنتاج فائض القيمة، الذي يقف وراء النمو الرأسمالي، الذي يتضاعف باستمرار. ومع ذلك، نجد أن عروش الاستغلال، تهتز، عندما نذكر الماركسية. الأمر الذي يترتب عنه: بروز توجهات فكرية، ومنهجية، للتصدي للفكر الماركسي، وللمنهج الماركسي، من أجل البرهنة على أن الماركسية، أصبحت متجاوزة، على جميع المستويات: المادية، والمعنوية، والفكرية، والمنهجية، في الوقت الذي نجد فيه: أن الماركسية، والفكر العلمي الماركسي، والمنهج العلمي الماركسي، لم تتح له الفرصة، من أجل العطاء الباني، والفاعل في الواقع، خاصة، وأن المرضى بالتطلعات الطبقية، الذين يحلمون بتبوإ مراكز البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، يعملون كل مباضعهم، لتشويه صورة الماركسية، والفكر الماركسي، ولتكريس القول الباطل: بأن الماركسية أصبحت متجاوزة، وأن النضال من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، الذي أدى ضريبته العديد من الشهداء، وبالدرجة الأولى: الشهيد عمر بنجلون. والمستفيدون من الريع النضالي، والحقوقي، هم الذين يخوضون في الماء العكر، من أجل إنتاج خطابات محرفة للماركسية، حتى لا تقوم الماركسية بدورها، لصالج العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين. إن الفكر الرصين، المتفاعل مع الواقع، والقابل للتطور، انطلاقا من ذلك التفاعل، هو الفكر الماركسي، وأن الممارسة الوحيدة، المتفاعلة مع الواقع، والقابل للتطور، انطلاقا من التفاعل مع الواقع، هي الممارسة الماركسية، وإن المنهج الوحيد المتفاعل مع الواقع، والقابل للتطور انطلاقا من ذلك التفاعل، هو المنهج الماركسي. فكيف لفكر، لا يمكن اعتباره جامدا، ويتطور باستمرار، انطلاقا من تحولات الواقع، أن يصير متجاوزا؟ وكيف لممارسة، لا يمكن اعتبارها قوالب جاهزة، وتتطور باستمرار، انطلاقا من تحولات الواقع، أن تصير متجاوزة؟ وكيف لمنهج، لا يمكن اعتباره جامدا، ويتطور باستمرار، انطلاقا من التحولات التي يعرفها الواقع، أن يصير متجاوزا؟ إن من يدعي التجاوز، بالنسبة للفكر الماركسي، وللممارسة الماركسية، ولمنهج الماركسي، هم مجرد مرضى، ليس من مصلحتهم أن يسود الفكر الماركسي، وأن يقتدي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بالممارسة الماركسية، وأن يمتلك العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، المنهج الماركسي، باعتباره الوسيلة الأنجع، للتحليل الملموس، للواقع الملموس، المفضي إلى امتلاك رؤيا علمية دقيقة، من أجل العمل على تغيير الواقع، لصالح الكادحين. وحين نضع النقط على الحروف، فإننا سنتوقف عند مفهوم: (هل الماركسية لا زالت صالحة ؟) متناولين ما يميز الماركسية، كخطاب، عن غيرها من الخطابات الأخرى، على مستوى المنطلقات، وعلى مستوى البناء المنهجي، وعلى مستوى النتائج، وعلى مستوى تحول النتائج، إلى منطلقات جديدة، ومتناولين أيضا نوع الماركسية، التي نريد: كفلسفة ماركسية، وكعلم ماركسي، وكمنهج علمي ماركسي، ومستعرضين اعتبار الماركسيين أنفسهم فلاسفة، وعلماء، وموظفين للمنهج العلمي الماركسي. ومن خلال مناقشتنا للموضوع، سنقف على ما هو مفيد للواقع: فلسفيا، وعلميا، ومنهجيا، ومعرجين على ما يجعل الواقع يتغير، مبرزين الدور الذي تقوم به الماركسية، وما يقوم به العلم الماركسي، وما يقوم به المنهج العلمي الماركسي، وموضحين: أن الماركسية تتطور باستمرار، بفعل التطور المستمر الذي تعرفه العلوم، والتقنيات الدقيقة. فالفلسفة الماركسية تتطور، والعلم الماركسي يتطور، والمنهج العلمي الماركسي يتطور. ولتغيير واقع معين، لا بد أن نسعى إلى بناء نظرية ماركسية للتغيير، الذي يستهدف واقعا معينا، باعتماد الفلسفة الماركسية، والعلم الماركسي، والمنهج العلمي الماركسي، مستخلصين: ما يفيدنا في عملية التغيير، سواء تعلق الأمر بالفلسفة الماركسية، أو بالعلم الماركسي، أو بالمنهج العلمي الماركسي، وموضحين اعتبار الماركسية صالحة لكل زمان، ومكان، على مستوى الفلسفة الماركسية، وعلى مستوى العلم الماركسي، وعلى مستوى المنهج العلمي الماركسي، وواقفين على تغيير الواقع، بفعل الماركسية، على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة، وعلى مستوى تحطيم الهياكل القائمة، وبناء البديل، وفق ما يقتضيه التصور الماركسي، المبني على أساس: تفعيل المنهج العلمي الماركسي، في أي نظام تعمل الماركسية على إقامته، وفي أي مجتمع تسعى الماركسية إلى إعادة تشكيله، على أنقاض التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية القائمة، بفعل التأثير الماركسي، الذي يسعى إلى إقامة تشكيلة جديدة، مرحلية، قبل الوصول إلى التشكيلة النهائية، حتى وإن كان، هناك، من يعتبر أن التشكيلة الشيوعية غير واردة أصلا. فكأن الإنسان قاصر عن التحكم في مصيره. فالماركسية كفلسفة، مهمتها طرح السؤال حول مجمل القضايا المتفاعلة في الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي. وطرح السؤال، يستلزم البحث عن الجواب المناسب، لأي سؤال تطرحه الفلسفة الماركسية، من أجل الوصول، من خلال الإجابات العلمية الدقيقة، على الأسئلة النوعية، التي تطرحها الفلسفة الماركسية، وصولا إلى صياغة العلم الماركسي، الذي يترتب عنه طرح أسئلة نوعية جديدة، وفق ما يقتضيه المنهج العلمي الماركسي، الذي يتسلح به جميع الماركسيين، المقتنعين بالفلسفة الماركسية، وبالعلم الماركسي، وبالمنهج العلمي الماركسي، المعتمد في التحليل الملموس، للواقع الملموس، كما فعل القادة الثوريون، الذين عملوا على تغيير واقعهم الخاص، باعتماد الفلسفة الماركسية، والعلم الماركسي، والمنهج العلمي الماركسي، الصالح لكل زمان، ولكل مكان، وللتعامل مع كل الخصوصيات، مهما كانت، وكيفما كانت.