أكد فريق خبراء من اللجنة الوطنية الصينية للصحة، أمس الاثنين، انتقال العدوى بين البشر لفيروس “كورونا” الجديد، وكذل تسجيل إصابات بين العاملين في المجال الطبي. وقال تشونغ نان شان، الخبير في أمراض التنفس وقائد الفريق، إن حالتي الإصابة بالفيروس في مقاطعة قوانغدونغ قد تأكد انتقالهما من شخص إلى أخر.
وذكر تشونغ في مقابلة مع وسائل الإعلام أن “المريضين أصيبا على التوالي بعد أن سافر أفراد أسرتهما إلى مدينة ووهان بوسط الصين وأصيبوا بالفيروس”. وقال إن الانتشار الجغرافي لحالات العدوى في ووهان تشير إلى ارتباطات وثيقة بين الوباء وسوق محلية للأطعمة البحرية. كما أكد المسؤول الصيني تسجيل إصابات بهذا الفيروس بين العاملين في المجال الطبي. ومن جهته، ذكر تسنغ قوانغ، كبير خبراء علم الأوبئة بالمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وعضو فريق الخبراء، أنه “يمكن منع تفشي عدوى فيروس كورونا الجديد إذا تم إتخاذ التدابير الآن”، مؤكدا أن استمرار ظهور حالات جديدة في الوقت الحالي يعني أن الوباء “لايزال في مرحلته المبكرة”. كما توقع تشونغ زيادة حالات الاصابة بالالتهاب الرئوي الفيروسي خلال عطلة السنة الجديدةالصينية المقبلة، غير أنه أعرب عن ثقته في كبح انتشار الفيروس، قائلا إن وباء “السارس” في عام 2003 “لن يتكرر”. وقال “إن الأمر استغرق أسبوعين فقط لتحديد فيروس كورونا الجديد”، مضيفا أنه “بدعم أنظمة المراقبة والحجر الصحي، لن تتعرض الصين للآثار الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة كما تعرضت لها قبل 17 عاما”. وذكر تشونغ أن الاكتشاف المبكر والتشخيص والعلاج والحجر الصحي تبقى أكثر طريقة “فعالة” للسيطرة على تفشي الفيروس. وحتى الساعة السادسة من مساء الاثنين (بالتوقيت المحلي)، تم الإبلاغ عن إجمالي 224 حالة إصابة بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس “كورونا” الجديد في الصين. وقد تأكدت 217 حالة إصابة بينها 198 حالة في مدينة ووهان، بؤرة الداء، و14 في مقاطعة قوانغدونغ و5 في بلدية بكين. وفي خارج الصين، قد تأكدت إصابة حالة واحدة في اليابان وحالتين في تايلاندا وحالة واحدة أخرى في كوريا الجنوبية. وحرص الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أمس الاثنين، على طمأنة مواطنيه وبلدان العالم بأن بلاده ستكبح انتشار مرض الالتهاب الرئوي الناتج عن هذا الفيروس. وعلى إثر هذه التطورات، أعلنت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، أنها ستعقد اجتماعا طارئا، غدا الأربعاء، لتحديد ما اذا كان مناسبا إعلان “حالة طوارىء صحية ذات بعد دولي”، وهو التدبير الذي يتخذ عادة مع الاوبئة الاكثر خطورة.