يشهد قسم الولادة التابع للمستشفى الإقليمي بمدينة خنيفرة، ارتفاع في نسبة وفيات النساء الحوامل، حيث سجلت في الآونة الأخيرة وفاة أكثر من ثلاث نساء حوامل نتيجة الإهمال المتواصل، وكان آخرها حالة موظفة بمفوضية الأمن الإقليمي التي توفيت نتيجة إصابتها بنزيف حاد أثناء الولادة. وكانت هذه الموظفة بسلك الشرطة، قد قصدت المستشفى في نهاية الأسبوع الماضي ، لتفاجأ بنزيف حاد استدعى نقلها على متن طائرة هيليكوبتير إلى المستشفى المحلي بفاس لكن الموت داهمتها وفارقت الحياة . هذا وتشير جميع التصريحات التي يتناقلها المواطنون أن الطاقم الطبي المشرف على قسم الولادة لا يقوم بعمله على أحسن وجه ، ويتجلى ذلك في الإهمال وعدم المراقبة والتتبع وانعدام التشخيص للحالات الصعبة ، ناهيك عن الغياب المتكرر للطبيب المسؤول والذي بالمناسبة يعمل أيضا في القطاع الخاص ، كما تشير مصادرنا أن استقبال النساء الحوامل يكون في غالب الأحيان بطريقة "غير ودية وبتعامل لا إنساني" . قسم الولادة بخنيفرة ، كما الأقسام الأخرى نقطة سوداء بالمستشفى الإقليمي، رغم أن المسؤولين يروجون لحصول المستشفى على علامة جيدة بخصوص شهادة جودة الخدمات، وذلك على عهد الوزيرة الاستقلالية ياسمينة بادو، وهو ما يشكك فيه المواطنون الذين يقصدون المستشفى لطلب الخدمات الطبية والذين يقفون على حقيقة هذه الخدمات، رغم التجهيزات الكثيرة التي منحتها لهذا المستشفى إحدى الجمعيات بخنيفرة ( جمعية العنقاء للتنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ) بشراكة مع جمعيات أجنبية وخاصة تلك التي استقدمت عن طريق السفارة السويسرية. وتبقى الخدمات التي يقدمها المستشفى الإقليمي للمواطنين بعيدة عن المستوى اللائق للتعامل مع المرضى، وعليه يبقى السؤال يطرح نفسه بإلحاح ، إلى متى سيستمر إهمال القطاع الصحي بخنيفرة وخاصة في شق الولادة والمستعجلات ؟ وما ضرورة بناء مستشفيات جديدة مادامت الموارد البشرية غير كافية؟ . الصورة: وقفة احتجاجية سابقة أمام المستشفى الإقليمي