اضطرت سيدة حامل بنواحي تاونات، أمس السبت 16 يونيو، إلى الولادة داخل سيارة من نوع 207 بمركز جماعة بني وليد، وذلك بعد ساعتين من الإنتظار أمام دار الولادة التي كانت أبوابها مغلقة بسبب عدم تواجد الطبيب والممرضات المكلفات بالتوليد، وتوفي الجنين في الحين لانعدام الشروط الصحية للولادة. ودعت اللجنة المحلية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى تنظيم وقفة احتجاجية صباح يوم الثلاثاء 19 يونيو، للتنديد بتدهور الأوضاع الصحية بالمنطقة، وحملت اللجنة المسؤولية للمشرفين على القطاع الصحي في ظروف ولادة هذه المواطنة التي أدت إلى وفاة الجنين بسبب الإهمال وعدم تقديم المساعدة، وطالبت بفتح تحقيق في ما أسمته "الجريمة النكراء" ومعاقبة المتسببين والمقصرين والمتلاعبين بالحقوق الصحية للمواطنين. وسجلت اللجنة الحقوقية، وجود تدهور في الخدمات الصحية من خلال النقص في التجهيزات وعدم استعمال المتوفر منها، إضافة إلى النقص في الأدوية، وغياب الديمومة الليلية، وعدم توفر شروط الوضع بدار الولادة، فضلا عن وضعية سيارة الإسعاف والوحدة الطبية المتنقلة، وطالبت اللجنة بتزويد دار الولادة بالموارد البشرية الكافية، تفاديا للمزيد من الوفيات أثناء الوضع، ووضع سيارة الإسعاف والوحدة الطبية رهن إشارة المواطنين. وذكرت مصادر حقوقية، أنه تم نقل هذه السيدة الحامل من دوار واد الوان على متن سيارة مرسدس (207)، في اتجاه دار الولادة بمركز بني وليد، غير أنها اصطدمت ببناية فارغة وعدم وجود أي مخاطب أو مسؤول يوليها العناية الضرورية، وأضافت المصادر ذاتها، أنه وسط ظروف مهينة، ووضعية هذه المواطنة التي كانت حالتها تزداد تدهورا وهي ملقاة داخل السيارة لأكثر من ساعتين، ورغم تنقل صاحب السيارة بمعية امرأة كانت بالقرب من دار الولادة لطلب المساعدة من المسؤولين بجماعة وقيادة بني وليد لتوفير سيارة الإسعاف لنقلها إلى المستشفى الإقليمي بتاونات، لكن لم تنجح مساعي الطرفين في إنقاذ حياة الجنين، مما اضطر ممرض بالمركز الصحي إلى قطع الحبل السري داخل السيارة. --- تعليق الصورة: صورة من الارشيف