أفاد تقرير أولي صادر عن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعرائش، بخصوص التدخل الذي قامت به قوات الشرطة والقوات المساعدة في حق سكان دوار "الشليحات"، أنه أسفر عن إصابة حوالي 100 شخص وإعتقال 7 آخرين، بالإضافة إلى إلحاق خسائر مادية بممتلكات المواطنين. وأوضح التقرير، أن فوات التدخل عمدت إلى محاصرة الدوار من جميع مداخله، حيث شوهدت 18 حافلة من نوع كبير و 52 حافلة صغيرة من نوع "سطافيت" محملة بمختلف قوات التدخل (السيمي، البلير، القوات المساعدة)، وعمدت في حدود الساعة الثالثة فجرا على شن هجوم على سكان الدوار الذين يخوضون أشكالا احتجاجية للمطالبة باسترجاع أراضيهم التي سلبتها منهم شركة أجنبية، وخلال التدخل تم استعمال الحجارة والعصي والكلاب المدربة والقنابل المسيلة للدموع (155 قنبلة منتهية الصلاحية)، وهو ما خلف حالة من الهلع والرعب والإغماء في صفوف السكان. وعلى إثر هذا التدخل لتفريق احتجاجات سكان الدوار، اندلعت مواجهات بينهم وبين قوات التدخل السريع، وهو ما أدى إلى إصابة 123 فردا من الجماهير الشعبية (16 كسور على مستوى الأطراف، ضربات على مستوى الأطراف، فقي عين احد الساكنة، إصابة امرأة على مستوى ثديها الأيمن جراء إصابتها بإحدى القنابل)، حسب التقرير، واعتقال عبد السلام الحنبوش وشقيقه عبد العزيز الحنبوش البالغ من العمر 39 سنة، ولم يتوجه المصابون إلى المستشفى لتلقي العلاجات خوفا من اعتقالهم. كما سجل التقرير، إقدام عناصر من قوات التدخل السريع والقوات المساعدة على اقتحام العديد من منازل السكان، وتخريب ممتلكاتهم وحرق محاصيلهم الزراعية، كما أن الأحدث تسببت في حرمان التلاميذ من الدراسة منذ شهر أبريل المنصرم وحرمانهم حاليا من اجتياز امتحانات السنة السادسة ابتدائي والسنة التاسعة إعدادي. ويخوض سكان دوار الشليحات التي تبعد بنحو 10 كلم عن مدينة العرائش، أشكالا احتجاجية ضد ما أسموه نهب أراضيهم من طرف شركات أجنبية لاستغلاها في زراعة الأرز، مقابل تشريد العديد من أسر الفلاحين بالمنطقة. وطالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان، بفتح تحقيق حول أحداث دوار "الشليحات" التي خلفت خسائر مادية وبشرية، ورفع الحصار عن الدوار، وتوفير العلاج للمصابين خلال عملية التدخل، وإطلاق سراح المعتقلين.