قال الناشط الحقوقي والباحث الأمازيغي أحمد عصيد، إن الحرية جوهر الوجود الإنساني أما الحقوق الاقتصادية والاجتماعية فهي مسألة مفروغ منها. وأضاف عصيد خلال مشاركته في الجامعة الشعبية التي نظمها حزب “الحركة الشعبية” اليوم السبت، حول الحريات الفردية، أن السبب الوحيد لخروج اللبنانيين والعراقيين للاحتجاج هو الاستبداد وليس للمطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية فقط. وأضاف “مجتمعنا صنعنا وعيه بشكل نكوصي حيث خلقنا هذه الذهنية ونشرناها لعقود، وعندما خلقنا مجتمع نكوصي واردنا احداث قوانين متقدمة طبيعي أن يحدث لنا الصدام”. وأشار عصيد أنه منذ السبعينات والدولة تتصارع مع اليسار وتوسلت إلى اديولوجيات وخطابات قادمة من المشرق وضيقت على الجامعة وغيرت من طريقة تدين المغاربة، وبالتالي من الطبيعي أن يفرز لنا هذا الوضع. وأكد عصيد أنه أصبحت لنا ممانعة داخل المجتمع ضد الحريات، فعندما تدافع عن حرية المجتمع يخرج هذا المجتمع بنفسه ليهاجمك. وأبرز أن هذا الوضع أفرز لنا إزدواجية بين الخطاب والممارسة ، فعلى سبيل المثال عندنا 300 مليون بيرة يستهلكها المغاربة سنويا والقانون يقول الخمر يباع للأجانب فقط وكأن مستهلكي الخمر المغاربة أشباح. وأوضح عصيد أنه عندنا دولة حديثة بقوانين وضعية لم تربي المواطن على استيعاب التحديث، ومقرراتنا الدراسية لا تساير التحديث أيضا. وشدد عصيد على ضرورة أن نؤسس التحديث داخل التعليم كي نقضي على التشضي الهوياتي، مشيرا أن التونسيين كانوا أكثر ذكاء منا في هذا الإطار. وأكد عصيد أن دور المثقف هو استفزاز الناس بالمعنى الايجابي للكلمة وأن يدفعهم لطرح السؤال وتغيير مواقفهم من بعض القضايا، وهذا الاستفزاز إيجابي ومطلوب. وأضاف “مشكلتنا في التربية التي لا تميز بين الفضاء العام والخاص، فلماذا لا نقبل الاختلاف وننظر له على أنه استفزاز لماذا يستفزني مواطن يفطر في رمضان، علما أن الصيام هو بين الفرد وربه، والمواطن نفسه الذي يدعي أنه يستفز هل يمكن أن يعارض هذا ان وضع في دولة أخرى على سبيل المثال”. وتابع عصيد كلامه قائلا”نعيش في مجتمع متخلف ونحن متخلفون ونعيش اضطرابا قيميا،ويجب أن نقول للناس هذا بكل صراحة، والسبب في التجريم هو عدم قبول الحريات على أنها حريات وينتهي الأمر”.