قدم وفد مغربي مشكل من 20 مسؤولا تقرير المملكة الدوري حول وضعية حقوق الإنسان، مركزا على إبراز ما اعتبره إنجازات غير مسبوقة في العالم، في حين أصر عدد كبير من الدول الأعضاء في المجلس على مساءلة المغرب حول عدد من الانتهاكات والنواقص التي تشوب القانون المغربي، إضافة إلى انتهاك المغرب حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وقدم رئيس الوفد المغربي، وزير العدل المنتمي لحزب العدالة والتنمية المعارض السابق، مصطفى الرميد، ملخصا عن التقرير المغربي، حيث لم يبخل بالثناء والتحميد على ما اسماها إنجازات الدولة المغربية في احترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن المغرب حقق ما لم تستطع دولة أخرى تحقيقه ليصبح حسبه مثالا يحتذى استحق لأجلها وضعية الشراكة المتقدمة مع أوروبا. وادعى وزير العدل أن تقرير بلاده قد اعد بالتشاور مع كل فعاليات المجتمع المدني المغربي، والفاعلين في البلاد، عبر تنظيم لقاءات وندوات جهوية ووطنية حول مختلف القضايا موضوع الانشغال لدى الرأي العام الدولي، خصوصا وضعية المرأة، والطفل، والانتهاكات المغربية المعروفة لكافة الحقوق المدنية، والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وفي إطار دفاعه عن السياسات القمعية التي تنتهجها السلطة المغربية خصوصا ضد المتظاهرين السلميين، والمعطلين بشكل خاص، قال الرميد ان المغرب مضطر لقمع المعطلين لأنهم غير واقعيين، ويطالبون بالتوظيف في حين أن إمكانيات الدولة لا تسمح بذلك. وانبرى الرميد والوفد المرافق له لعرض "الانتصار الكبير" الذي حققه المغرب عبر "المنجزات" التي تضمنها الدستور الممنوح من طرف ملك المغرب والذي ادعى أنه نقل المغرب خطوات كبيرة إلى الأمام في ما يتعلق بالديمقراطية والحكامة، متناسيا أن هذا الدستور كرس سيطرة الملك على كل شيء بدل ان ينجح في بناء أساس نظام ديمقراطي حقيقي. ودون أن يرمش له جفن أكد وزير العدل، الذي تعرض هو نفسه سابقا للتعنيف البوليسي حين كان في المعارضة، أن النظام قد أصلح نظامه القضائي الفاسد والخاضع تماما لسيطرة الجهات الأمنية، مدعيا أن القضاة لا يخضعون لأي إملاءات خارجية وان الدستور قد بات يجرم ذلك، ويمنع أي قاض من الخضوع لهذه الضغوط، متناسيا أن المشكل في المغرب ليست القوانين بل مدى الجدية في تطبيقها. الوزير المغربي أكد التزام بلاده بالتعاون التام مع آليات الأممالمتحدة، وأن المغرب سوف يكيف قوانينه مع القوانين الدولية الإنسانية، وانه شرع فعلا في تجريم التعذيب، وغيره من الانتهاكات، وهي كلها تأكيدات تتنافى مع واقع الحال على الأرض حسب عدد كبير من المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المختصة. وبعد العرض الأولي للوزير المغرب تدخلت 87 دولة للتعليق على ما ورد في التقرير وتقديم بعض الملاحظات، حيث ركزت الأغلبية على مساءلة المغرب حول انتهاكات حقوق الإنسان المختلفة، وأسباب تقاعس الرباط عن توقيع بروتوكولات مكملة للعهد الدولي للحقوق المدنية والحقوق، والعنف ضد المرأة، وأسباب إرغام ضحايا الاغتصاب على الزواج من مغتصبيهم، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة. كما تقدمت 12 دولة بطرح تساؤلات حول انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء، وسبب معارضة توسيع صلاحيات المينورسو، إضافة إلى مختلف الانتهاكات التي تستهدف المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، والمتظاهرين السلميين والمعتقلين السياسيين إلى غير ذلك من الانتهاكات. والدول التي طرحت تساؤلات حول الصحراء هي: بريطانيا، إيرلندة، الولاياتالمتحدةالأمريكية، السويد، الدنمارك، اسبانيا، كندا، اوكرانيا، كوستاريكا، النرويج، النمسا، والأوروغواي، في حين طرحت دول أخرى أسئلة تتعلق بالتعذيب، والاعتقال التعسفي، وقمع المتظاهرين بشكل عام