قال الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، ادريس أوعويشة، اليوم الإثنين بالرباط، إن المغرب يعتبر من بين أكثر الدول مشاركة في برامج التعاون مع الاتحاد الأوروبي الخاصة بالتعليم العالي والبحث والابتكار. وأبرز أوعويشة، في كلمة خلال يوم وطني إخباري نظمته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بتعاون مع بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب تحت شعار “إيراسموس بلوس بالمغرب: التطلع نحو المستقبل” ، أن المغرب يعد الشريك الأول لبرنامج “إيراسموس بلوس” التابع للاتحاد الأوروبي على مستوى القارة الإفريقية، والثاني على صعيد دول منطقة جنوب المتوسط.
وأشار في هذا الصدد، إلى مشاركة المغرب خلال الفترة ما بين 2004 و2019 في 144 مشروعا لتعزيز القدرات، منها 107 في برنامج “تومبوس”، و37 في برنامج “إيراسموس بلوس”، مضيفا أن 3 آلاف و960 طالبا وأستاذا وإداريا حصلوا على منح للدراسة في الجامعات الأوروبية، مقابل ألف و151 طالبا أجنبيا استقبلتهم الجامعات والمعاهد المغربية برسم البرنامج. كما أوضح خلال هذا اللقاء المنظم بتعاون مع المكتب الوطني لبرنامج “إيراسموس بلوس” المغرب، أن الأمر يتعلق بحركية على مستوى 50 مؤسسة مغربية للتعليم العالي و190 جامعة أوروبية، مبرزا أن نسبة 71 في المائة من الحركية المتعلقة ببرنامج إيراسموس على الصعيد الوطني تتم عبر جامعات عمومية. وتوقف الوزير أيضا عند مشاركة المغرب في العديد من برامج الدعم التقني والتوأمة المؤسساتية، مشيرا في هذا السياق إلى مشروع تعزيز القدرات التقنية لتفعيل الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، ومشاريع التوأمة المؤسساتية بين المغرب والاتحاد الأوروبي. من جهتها، اعتبرت سفيرة ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، كلاوديا فيداي، أن برنامج “إيراسموس بلوس” يعد تجسيدا “رائعا” للشراكة التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وأضافت أن البرنامج يساهم في تعزيز التبادل العلمي والثقافي بين المغرب من جهة، وبلدان الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، فضلا عن كونه “تجسيدا للمواطنة الإقليمية والعالمية، وتشجيعا على العيش المشترك والانفتاح على الآخر والاحترام المتبادل”. وفي هذا الصدد، أكدت السفيرة أن البرنامج ومنذ انطلاقته، ترك أثرا إيجابيا على حياة ما يقارب تسعة ملايين مستفيد، ما يجعل منه دون شك أكثر البرامج الأوروبية شهرة ونجاحا. من جانبه، قال سفير جمهورية ألمانيا بالرباط، كوتس شميت بريم، الذي اختير بلده كضيف شرف لهذه السنة، إن برنامج “إيراسموس بلوس” يعد مثالا للشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين ألمانيا والمغرب. وأشار في هذا السياق، إلى التبادل القائم برسم هذا البرنامج بين العديد من الجامعات المغربية والألمانية، ما يعد وجها مهما من أوجه التعاون بين البلدين. وعرف هذا اليوم الإخباري حضور ممثلين عن الهيئة الألمانية للتبادل الثقافي وعن الجامعات الألمانية، وشكل مناسبة سانحة لتقديم مختلف أنشطة ومستجدات وأولويات برنامج إيراسموس بلوس، ودعم التشبيك والتبادل بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي المغربية ونظيراتها الأوروبية ومختلف الأطراف المعنية، مع إلقاء نظرة حول آفاق التعاون المستقبلي في إطار هذا البرنامج. كما تم بهذه المناسبة الإعلان عن انطلاق أيام “إيراسموس دايز” عبر مختلف ربوع المملكة. ويعد برنامج “إيراسموس بلوس” أحد برامج الاتحاد الأوروبي التي تعنى بالتربية والتكوين والشباب والرياضة، ويمنح مجموعة كبيرة من الفرص والإمكانيات، لا سيما تلك المتعلقة بحركية الطلبة والأساتذة والإداريين، والتمويل المشترك لمشاريع التعاون بين الجامعات المغربية ونظيراتها الأوروبية.