عبر الناخبون الفرنسيون يوم السبت 21 أبريل، عن خيبة أملهم من حملة انتخابية قال كثيرون انها تجاهلت المشكلات الحقيقية في البلاد عشية الجولة الاولى لاقتراع من المتوقع أن يسفر عن منافسة بين الرئيس نيكولا ساركوزي ومنافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند في جولة الاعادة التي ستجرى الشهر القادم. وتوقفت يوم السبت في وسائل الاعلام كل أشكال الدعاية الانتخابية حيث التزم المرشحون العشرة الذين يخوضون الانتخابات اعتبارا من منتصف ليل أمس الجمعة امتثالا للقانون الذي يفرض حظرا شاملا على الدعاية في اليوم السابق على الاقتراع. وأظهرت الاستطلاعات الاخيرة للرأي تقدم هولاند بفارق ضئيل على ساركوزي المحافظ في الجولة الاولى من التصويت غدا الاحد وأنه سيحقق فوزا مريحا في جولة الاعادة التي ستجرى في السادس من مايو أيار ليصبح أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ أن ترك الرئيس الراحل فرانسوا ميتران منصبه في عام 1995. ويلوح في الافق احتمال أن يسجل الاقتراع في الجولة الاولى أدنى نسبة للإقبال على التصويت حيث يشكو كثير من الناس من عدم مخاطبة أي من المرشحين لاهتماماتهم. ونظم مئات المتظاهرين الشبان مسيرة في باريس رافعين لافتة كتبوا عليها "هم لا يمثلوننا". وقال دانكان وهو طالب عمره 19 عاما لرويترز عند تجمع المظاهرة أمام بورصة باريس "لا يحظى مرشح على ما يبدو بمصداقية بالنسبة لي. المال يتحكم في السياسة." وفي الشوارع الهادئة في العاصمة الفرنسية عبر كثير من المارة عن خيبة أملهم لان المرشحين الرئيسيين لم يركزوا على التحديات الرئيسية التي يواجهها ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو مثل البطالة التي وصلت الى أعلى مستوى لها في 12 عاما. قال فريدريك لوفيفر وهو رجل أعمال حر "الحملة لم تكن جادة بما يكفي. القضايا المهمة لم تناقش...ركزوا على حجج صبيانية وألقوا باللوم على بعضهم البعض." وانخرط المرشحون على مدى أسابيع في مناقشات حول اللحوم الحلال وتكلفة استخراج رخصة للقيادة. حتى المرشحون الذين يتصدرون السباق سعوا لجذب الاضواء من خلال مقترحات رمزية الى حد كبير مثل خطة هولاند لحذف كلمة "عنصر" من الدستور ومحاولة ساركوزي تقديم موعد دفع المعاشات الشهرية ثمانية أيام. وكان من المتوقع أن تعطي خيبة الامل في الاحزاب الرئيسية دفعة للمرشحين المتشددين مثل مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف وجون لوك ميلينشون المدعوم من الحزب الشيوعي اللذين جاءا في الترتيب الثالث والرابع في استطلاعات الرأي. والفائز الكبير الاخر سيكون الامتناع عن التصويت حيث يشير استطلاع للرأي الى أن ثلث الناخبين تقريبا سيلزمون منازلهم. وقال أحد المتظاهرين عند بورصة باريس "لا أحد من المرشحين في هذه الانتخابات يمثلنا. لن أدلي بصوتي. انه التصرف الوحيد الممكن للتمرد." وهولاند الذي يؤرقه ما حدث في انتخابات عام 2002 عندما أخرج جان ماري لوبان زعيم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف االمرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان من الانتخابات في الجولة الاولى حذر أنصاره في مؤتمر ختامي أمس الجمعة من التهاون. وقال "لا ينبغي التعامل مع أي شيء كأمر مسلم به." ومن المقرر أن يبدأ التصويت في فرنسا في الثامنة صباح الاحد وحتى السادسة مساء بتوقيت فرنسا (600 - 1600 بتوقيت جرينتش) مع تمديد وقت التصويت في المدن الكبرى لساعتين. وستعلن النتائج الاولية الرسمية بعد اغلاق اخر لجنة للاقتراع في الثامنة مساء.