تاهل المرشح الاشتراكي هولاند والرئيس ساركوزي للدورة الثانية من انتخابات الرئاسة بعد منافسة حامية شملت عشرة مرشحين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. وأدلى الناخبون بأصواتهم في ظل ضعف الاقتصاد الذي يمكن أن يجعل من ساركوزي أول رئيس للبلاد يخسر معركة الترشح لولاية ثانية خلال اكثر من 30 عاما. وتقول "رويترز" إن استطلاعات الرأي تشير الى تقدم هولاند فيها بفارق في خانة العشرات، ويعد هولاند 57 عاما بخفض أقل حدة للانفاق من الذي يعد به ساركوزي. ويريد هولاند فرض ضرائب اعلى على الاثرياء لتمويل جهود توفير فرص عمل بمساعدة الدولة خاصة فرص ضريبة نسبتها 75 في المئة على الدخل الذي يتجاوز مليون يورو 32.1 مليون دولار. وسيصبح هولاند في حال فوزه بالرئاسة، ثاني رئيس يساري لفرنسا منذ تاسيس الجمهورية الخامسة عام 1958 واول رئيس منذ هزم فرانسوا ميتران الرئيس فاليري جيسكار ديستان عام 1981. وصوت هولاند في وقت مبكر من صباح اليوم في تول وهي بلدة في وسط فرنسا حيث يعمل رئيسا للحكومة المحلية لمنطقة كوريز الريفية المحيطة، وقال هامسا في اذن سيدة عجوز الامل هنا.
ساركوزي يصوّت بالأزرق من جهة أخرى أدلى الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي بصوته ظهر الأحد في باريس برفقة زوجته كارلا بروني ساركوزي على ما أفادت مراسلة فرانس برس. وصوت ساركوزي الذي ارتدى لباسا أزرق في ثانوية بدائرة باريس السادسة عشرة الفخمة، بعد أن تناول قسما فقط من البطاقات الانتخابية التي كانت على الطاولة. وبعد التصويت صافح الرئيس أيدي المواطنين قبل أن يستقل سيارته دون الإدلاء بتصريح لوسائل الإعلام. وكان الفرنسيون بدأوا الإدلاء بأصواتهم، صباح اليوم الأحد، في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي أدت إلى منافسة في دورة ثانية بين الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي وخصمه الاشتراكي فرنسوا هولاند. وبدأ الاقتراع في الساعة السادسة بتوقيت غرينتش، وسينتهي في المدن الكبيرة، الساعة 18 بتوقيت غرينتش، نقلا عن وكالة فرانس برس. ودُعي حوالى 44,5 مليون ناخب إلى التصويت على 10 مرشحين في الدورة الأولى، والتي سيخرج منها مرشحا الدورة الثانية. ويشير استطلاع للرأي إلى أن ثلث الناخبين تقريبا سيلزمون منازلهم.
تقدم المرشح الشتراكي وأظهرت أحدث استطلاعات الرأي تقدم هولاند بفارق ضئيل على ساركوزي. المحافظ في الجولة الأولى من التصويت، متوقعة أن يحقق هولاند فوزاً مريحاً في جولة الإعادة التي ستجري في السادس من مايو أيار، ليصبح بذلك أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ أن ترك الرئيس الراحل فرانسوا ميتران منصبه في عام 1995. وفي هذا السياق، عبر الناخبون الفرنسيون، أمس السبت، عن خيبة أملهم من حملة انتخابية قال كثيرون إنها تجاهلت المشكلات الحقيقية في البلاد. وأوقفت وسائل الاعلام أمس السبت كل أشكال الدعاية الانتخابية، حيث التزم المرشحون ال 10 الذين يخوضون الانتخابات اعتباراً من منتصف ليل أمس الجمعة بالقانون الذي يفرض حظراً شاملاً على الدعاية في اليوم السابق على الاقتراع. ويلوح في الأفق احتمال أن يسجل الاقتراع في الجولة الأولى أدنى نسبة إقبال على التصويت، حيث يشكو الناخبون من عدم مخاطبة أي من المرشحين لاهتماماتهم. ونظم مئات المتظاهرين الشبان مسيرة في باريس رافعين لافتات كتبوا عليها "هم لا يمثلوننا". وكان المرشحون انخرطوا على مدى أسابيع في مناقشات حول اللحوم الحلال وتكلفة استخراج رخصة للقيادة. وحتى الذين يتصدرون السباق سعوا لجذب الأضواء من خلال مقترحات رمزية إلى حد كبير، مثل خطة هولاند لحذف كلمة عنصر من الدستور، ومحاولة ساركوزي تقديم موعد دفع المعاشات الشهرية ثمانية أيام.