أفادت التقديرات الأولية التي نشرتها وكالة »فرانس برس« بعد إغلاق صناديق الاقتراع أن المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند حل في طليعة المرشحين للانتخابات الفرنسية، ويبدو في موقع جيد لإبعاد نيكولا ساركوزي عن قصر الاليزيه، وسط إقبال مفاجئ على منافسة حامية ستحسم خلال الجولة الثانية في مايو المقبل. وسيتواجه الرجلان بذلك في السادس من مايو خلال الدورة الثانية من الانتخابات، ويبدو المرشح الاشتراكي قادراً على الاستفادة من تجيير أصوات اليسار الراديكالي وأنصار البيئة له، في حين ان تجيير الأصوات اليمينية لساركوزي يبدو أضعف. وتفيد التقديرات أن هولاند سيحصل على ما بين 28 و30% من الاصوات متقدما على الرئيس المنتهية ولايته الذي سيحصل على ما بين 24 و27.5%، والذي خسر رهانه بالتقدم في الدورة الأولى للحصول على زخم هو بأمس الحاجة اليه للفوز بالدورة الثانية. وستحصل مارين لوبين على ما بين 17 الى 20.7% من الأصوات متقدمة على جان لوك ميلانشون الذي سيحصل على ما بين 10.5 و13%، وعلى المرشح الوسطي فرانسوا بايرو الذي سيحصل على اقل من عشرة بالمئة، وفق تقديرات معاهد سي اس ايه وايبسوس وهاريس انتراكتيف. وكان الإقبال على التصويت أفضل مما كان متوقعاً، حيث تجاوز الثمانين بالمئة بحسب تقديرات مؤسسات الاستطلاع وهي نسبة تبقى مرتفعة ولو كانت اقل من نسبة ال 83.77 بالمئة التي سجلت عام 2007 وكانت استثنائية. وبددت هذه الأرقام المخاوف التي كانت سائدة من ارتفاع نسبة الممتنعين عن التصويت. وقد دعي حوالي 44.5 مليون ناخب الى التصويت لاختيار احد عشر مرشحاً في الدورة الاولى التي سيخرج منها مرشحا الدورة الثانية. وبعد اسبوعين، سيختار الناخبون الفرنسيون المرشح الذي سيقود لخمس سنوات هذه القوة العالمية الكبرى والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولي والتي تملك نفوذاً خاصاً قل نظيره في العالم. وتعتبر هذه النسبة المسجلة أمس ثاني اكبر نسبة مشاركة في الدورة الاولى من انتخابات رئاسية فرنسية منذ 1981.. في وقت ترجح استطلاعات الرأي منذ شهور عدة فوز فرانسوا هولاند في الدور الثاني بمعدل 55 في المئة من الأصوات، وبذلك ينطلق المرشح الاشتراكي من موقع قوة في طريقه ليكون أول رئيس يساري لفرنسا منذ فرانسوا ميتيران (1981-1995). ساركوزي وهولاند وصوت ساركوزي الذي ارتدى لباساً أزرق في ثانوية بدائرة باريس السادسة عشرة الفخمة بعد ان تناول قسماً فقط من البطاقات الانتخابية التي كانت على الطاولة. وبعد التصويت برفقة زوجته كارلا بروني صافح الرئيس عدداً من مؤيديه قبل أن يستقل سيارته دون الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام. في المقابل، قال هولاند عند إدلائه بصوته مع صديقته الصحافية فاليري تريرويلر في معقله تول إن كوريز (وسط) إنه »حذر ومستعد«, لكنه »قبل كل شيء أحترم (الانتخابات)، إن الفرنسيين هم الذين يصوتون. اليوم الذي بدأ سيكون طويلاً وهي لحظة مهمة«. وقال هامساً في أذن سيدة عجوز: »الأمل هنا«. واعترفت صديقته الصحافية فاليري تريرفيلير لجحافل الصحافيين أنها »مجهدة للغاية«. وخلال حملته الانتخابية منذ أكثر من سنة، شدد هولاند على أولوياته مثل إيجاد الوظائف للشبان، وتحقيق النمو، مؤكداً تصميمه على إعادة توازن الميزانية في العام 2017. ونجح الرئيس السابق للحزب الاشتراكي (1997-2008) في حجب غياب خبرته الحكومية وتحويل الانتخاب الى استفتاء ضد الرئيس المنتهية ولايته الذي، ورغم اعترافاته العديدة بأخطائه، لم يتمكن من جهته من محو تدهور شعبيته وصورته »كرئيس للأغنياء«. وكثف نداءاته إلى »شعب فرنسا« وركز حملته الانتخابية على الأمن والهجرة مقدماً نفسه على أنه الرئيس الذي جنب فرنسا الغرق في أزمة اقتصادية مثلما حدث لليونان. وأشار إلى أن حملة أخرى ستبدأ اليوم خصوصاً إن احتل الطليعة في »دورة أولى أساسية« كما عنونت صحيفة »لوفيغارو« المحافظة.