أعلنت مصادر وصفت بالمتطابقة أن كلا من فرانسوا هولاند والرئيس الحالي نيكولا ساركوزي حققا أعلى نسبة من النتائج في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ليخوضا سوية مرحلة ثانية من الانتخابات في السادس من مايو/أيار المقبل، وذلك قبل قليل من غلق مراكز الاقتراع أبوابها بعد يوم انتخابي فاقت نسبة المشاركة فيه 70% من 45 مليون فرنسي يحق لهم التصويت. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن هذه المصادر التي لم تسمها القول إن مرشح الحزب الاشتراكي هولاند حصل على 28-29% من الأصوات، فيما حصل ساركوزي على 25-26% منها، وبذلك يكونان قد حصلا على أعلى نسبة تؤهلهما لخوض المرحلة الثانية سوية. وكانت جميع استطلاعات الرأي قد توقعت هذه النتيجة، كما توقعت فوز هولاند في المرحلة الثانية. وكان المرشحون العشرة أدلوا بأصواتهم في الانتخابات في دوائرهم الانتخابية، وأولهم كان المرشح الوسطي فرانسوا بايرو وآخرهم الرئيس ساركوزي، الذي صوت هو وزوجته في ضاحية نويي الفاخرة بغرب باريس وصافح المارة وغادر دون تعليق. ساركوزي وزوجته كارلا يدليان بصوتيهما (الفرنسية) أما هولاند فقد صوت في وقت مبكر من صباح اليوم في تول، وهي بلدة في وسط فرنسا حيث يعمل رئيسا للحكومة المحلية لمنطقة كوريز الريفية المحيطة. وقال هامسا في أذن سيدة عجوز "الأمل هنا". وفُتح حوالي 85 ألف مركز اقتراع بأنحاء البلاد لاستقبال الناخبين، وكان الفرنسيون بالخارج قد انتخبوا أمس السبت. في حين يبدأ نشر النتائج الأولية التي تعتمد على معرفة رأي الناخبين عقب الإدلاء بأصواتهم بعد إغلاق مراكز الاقتراع الساعة الثامنة مساء بتوقيت فرنسا. وفي سياق متصل أوضح مراسل الجزيرة في باريس أيمن الزبير أن نسبة المشاركة تعد أحد الرهانات الأساسية، حيث يخشى أغلب المرشحين من قلة المشاركة أو ارتفاع نسبة المقاطعين أو المترددين، خصوصا بعد الحملة الانتخابية التي يصفها الفرنسيون بالباهتة والتي لم تتطرق -على حد تعبيرهم- لانشغالاتهم اليومية والملفات التي تؤرقهم كالملف الاقتصادي. مخاوف المقاطعة وأشار المراسل إلى أنه في انتخابات عام 2007 كانت هناك نسبة مقاطعة كبيرة، إلا أن الفرنسيين يستبعدون أن تتجاوز مقاطعة الانتخابات الجارية ما شهدته نظيرتها السابقة، لكن "رؤية أخرى تؤكد أن الفرنسيين ينتقدون الساسة بشكل عام إلا أنهم يقررون الانتخاب لأنهم يعلمون أن الرئيس الذي ستفرزه الانتخابات سيكون مفصليا لبعض الملفات"، وفقا لمراقبين. فرانسوا هولاند أثناء إدلائه بصوته (الفرنسية) وأوضح الزبير أن هناك مجموعة من المتفائلين تقول إن المشاركة قد تكون مرتفعة ليس فقط لأن الرئيس المقبل عليه أن يحل مجموعة من الملفات الدقيقة، ولكن لأن هذه الانتخابات تتابع في باقي الدول الأوروبية التي تنتظر ما ستفرزه صناديق الاقتراع، لأن فرنسا تعتبر قاطرة الدول الأوروبية إلى جانب ألمانيا. وبين أن أنصار ساركوزي يخشون من أن تكون الانتخابات بمثابة استفتاء على شخصيته، وليس تقييما لبرنامجه الذي قدمه على مدار السنوات الماضية، ويسعى لاستكماله خلال الدورة القادمة. استطلاعات ومتنافسون وأظهرت آخر استطلاعات الرأي المتاحة أن الاشتراكي هولاند سيهزم بسهولة ساركوزي في جولة الإعادة. وإذا تأكد ذلك فسيصبح ساركوزي أول رئيس لا يفوز بولاية ثانية منذ الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان عام 1981، كما أن هولاند سيصبح أول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ أن ترك الرئيس الراحل فرانسوا ميتران منصبه عام 1995.