تساءل مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، عن أسباب توقف مشروع تسجيل مدينة طنجة ضمن سجل التراث العالمي لليونسكو الذي لم يراوح مكانه منذ سنة 2017، مسجلا غياب أي معلومة في الوقت الراهن عن هذا المشروع الذي كان من المتوقع الانتهاء منه مطلع سنة 2018. وطالب في الشق المتعلق بحالة المآثر التاريخية لسنة 2018 ضمن تقريره السنوي الذي صدر بداية يونيو الجاري، تسلم موقع “لكم” نسخة منه، بالإسراع في عملية التسجيل، داعيا في نفس الوقت إلى تفعيل التشاركية للمساهمة في صون التراث الثقافي والطبيعي . واعتبر المرصد، تسجيل طنجة ضمن سجل التراث العالمي لليونسكو من شأنه الحفاظ على أصالة المدينة وحفظ معالمها التاريخية المتعددة، وصون تراثها المبني من الضياع، مشيرا إلى العديد من الأخطار المحدقة، خاصة مع المشاريع الهيكلية التي تشهدها المدينة في إطار الورش الملكي برنامج طنجة الكبرى. وأكد المصدر، على أهمية المحافظة على التراث الثقافي، بالنظر لدور التراث في الحفاظ على الهوية والأصالة والذاكرة الجماعية، والوقوف في وجه الاستيلاب الثقافي، واكتساح الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب التي تنهجها العولمة. وأشارت الوثيقة، إلى ورشات تفكير الدولية التي انطلقت بطنجة منذ شهر نونبر 2015، جمعت بين خبراء دوليين وممثلين عن اليونسكو ومركز الثراث العالمي وبحضور فعاليات جمعوية متخصصة في المآثر التاريخية، معتبرا إياها حدثا فريدا ومحطة مفصلية في تاريخ طنجة العريق، وذلك من أجل تسجيلها ضمن التراث العالمي. وأبرز المرصد، المجهودات التي بذلت، حيث تم ترميم العديد من المعالم والبنايات التاريخية والأسوار، وإنجاز دراسات وندوات حول تاريخ المدينة، وإعداد دليل المسار السياحي والتاريخي للمدينة القديمة، مشيرا إلى ما واكب هذا العمل من لتسجيل المواقع والبنايات التاريخية بطنجة ضمن سجل التراث الوطني كخطوة أساسية للتصنيف العالمي . تشققات تهدد بنايات تاريخية بالإنهيار في ذات السياق، نبه مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، على بروز مشكل خطير يتمثل في تعرض العديد من البنايات إلى مخاطر محدقة بها تتمثل في بروز تشققات ومخاطر انهيارها. ودعا المرصد، إلى تدخل عاجل لتفادي وقوع الكارثة، حيث أن هذه المباني تشكل خطرا على الساكنة، كما أن تعرضها للانهيار سيؤدي إلى ضياع جزء مهم من تاريخ وذاكرة طنجة وهويتها وأصالتها التي تميزها خاصة خلال فترة الإدارة الدولية . وأكدت الوثيقة، على أن عدد البنايات المهددة في تزايد مضطرد كل سنة، وهو ما يقتضي تحمل كل مؤسسة رسمية أو منتخبة مسؤولياتها ومباشرة عملية الإحصاء وتحديد مستوى التدخل من خلال مشروع ومخطط متكامل، يتوخى إنقاذ التراث العمراني لطنجة خاصة داخل فضاء المدينة القديمة . ومن البنايات المهددة بالإنهيار حسب تقرير المرصد السنوي، “برج كاثرين” الذي يقع أعلى شارع السمارين، الذي ارتبط بنهاية الاحتلال البرتغالي وبداية الاحتلال الإنجليزي، وبناية “بنك بلباو”، التي كانت في ملكية نائب القنصل البرتغالي سنة 1780، قبل أن تتحول إلى مقر لبنك بلباو سنة 1948، ومعلمة ساحة الثيران الشهيرة، بالإضافة إلى مغارة أشقار التي ارتبطت بأسطورة هرقل وأعماله الإثنى عشر. توصيات خاصة بتثمين المآثر التاريخية على هذا المستوى قدم مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة العديد من التوصيات، حيث دعا إلى تخصيص ميزانية تكون تحت تصرف الجماعات الترابية، كما أكد على ضرورة ممارسة مفتشية المباني والمواقع التاريخية لمهامها في التتبع والمراقبة. من جهة أخرى، طالب المرصد بتفعيل وتحيين القوانين المؤطرة للمآثر التاريخية، واعتماد رمز تسويقي لطنجة كحاضرة عالمية. وطالب المرصد، عمدة طنجة بتفعيل المقاربة التشاركية على مستوى معلمة بلاصاطورو، والإلتزام بقرار ترميم هذه المعلمة الفريدة، داعيا إلى التسريع بإنجاز مخطط استعجالي لمعالجة مشكل البنايات التاريخية المهددة بالانهيار.