على عكس الصحف الصادرة يوم الاثنين 30 يناير، لم تنشر جريدة "التجديد" الناطقة باسم حزب "العدالة والتنمية" الذي يقود الحكومة أي خبر عن هزيمة المنتخب المغربي يوم الجمعة 27 يناير والتي أدت إلى إقصائه من نهائيات إفريقيا. وكان لافتا للانتباه التجاهل التام لحدث كروي كبير هز الرأي العام المغربي، من قبل الجريدة التي يقول المشرفون عليها إنها تابعة لحركة "التوحيد والإصلاح" الوعاء الإيديولوجي للحزب، وكان يرأس تحريرها وزير الاتصال الحالي والناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي ! وفي تحايل على الرقابة التي يعتقد أن المشرفون على الجريدة التي يرأس تحريرها اليوم محمد الحمداوي، رئيس حركة "التوحيد والإصلاح"، فرضوها على خبر الهزيمة، حاول الصحفيون العاملون بالجريدة الالتفاف على الخبر وتقديم مواقفهم بطريقة غير مباشرة. ففي أسفل الصفحة الأولى نشر تقرير في زاوية صغيرة وبعناوين صغيرة أيضا تقول "في تداعيات هزيمة المنتخب المغربي لكرة القدم، مطالب بالكشف عن راتب غيريتس". ويتعلق الأمر بتغطية للندوة التي نظمتها الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب يوم السبت 29 يناير بمراكش. وفي نفس التقرير كتبت الجريدة أن طارق السباعي، رئيس الهيئة، عازم على تقديم شكاية إلى وكيل الملك بمحكمة الرباط ضد المدرب البلجيكي والجامعة الملكية لكرة القدم للتحقيق في الأجور التي يتقاضاها المدرب. ونقل نفس التقرير عن مواقع الكترونية بأن رتب المدرب البلجيكي يبلغ 380 مليون سنتيم. وفي الصفحة الثانية لجريدة "التجديد" استغل محرر الصفحة ركن "صورة وتعليق"، لينشر صورة غيريتس وهو يصفر بوضع أصابعه في فمه، وكتب تعليقا، عبارة عن تساؤل، مصاحبا لها يقول: "هل تعطى الانطلاقة لتحقيق حول الاتفاقية الموقعة مع المدرب البلجيكي إريك غيريتس وشبهة سوء تدبير المال العام؟" أما محرر الصفحة الأخيرة من نفس الجريدة فاستغل زاوية "بيه فيه" التي تنشر أقولا من بعض الصحف وتعلق عليها، واختار عنوانا بجريدة "المغربية"، يقول: "حلم التتويج (بكأس افريقا) تحول إلى كابوس"، وعلق عليه متسائلا ومتعجبا في نفس الوقت "حان وقت الحساب !؟". --- تعليق الصورة: إريك غيريتس