أظهرت نتائج أولية الأحد أن حزب بريكسيت البريطاني يتقدم بنسبة 31,5 بالمئة من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي، مع تراجع حزب المحافظين الحاكم الى المركز الخامس بعد فشله في إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ومع فرز أكثر من 10 بالمئة من الأصوات، حل حزب الديمقراطيين الليبراليين المؤيد لأوروبا في المرتبة الثانية، يليه حزب العمل المعارض والخضر والمحافظون بنسبة 7,5 بالمئة من الأصوات. في نفس الشأن، أعلن زعيم حزب “الشعب الأوروبي” جوزيف دول الأحد أن مجموعة اليمين في البرلمان الأوروبي ستصر على تولي مرشحها الأساسي لرئاسة المفوضية الأوروبية. وبعد أن منحت التقديرات مجموعة اليمين حصة الأسد في البرلمان، قال دول “فزنا بالانتخابات، و'سبيتزنكانديدات‘ حزب الشعب الأوروبي مانفريد فيبر سيكون رئيس المفوضية الأوروبية”. وبموجب ما يسمى عملية ال”سبيتزنكانديدات”، يفترض بالبرلمانيين الأوروبيين أن يصوتوا لدعم المرشح الرئيسي المتصدر لأكبر مجموعة سياسية تنبثق عن الانتخابات من أجل قيادة المفوضية التي تعد الذارع التنفيذية للاتحاد. لكن وفق المعاهدة الأوروبية فإن مهمة ترشيح مسؤول للمنصب الأول في بروكسل يقع على عاتق المجلس الأوروبي، أي قادة الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الذين يعارض العديد منهم النظام البرلماني. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي يتحالف حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي مع حزب الشعب الأوروبي إنها ستدعم مواطنها الألماني المحافظ فيبر لرئاسة المفوضية، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يحذو حذوها. في إسبانيا: سانشيز الرابح الأكبر بات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الرابح الأكبر في الانتخابات مع تصدر حزبه الاشتراكي الحاكم للنتائج، ومن المرجح أن يستغل هذا الفوز لزيادة نفوذه في الاتحاد الأوروبي. ومع فرز 85 بالمئة من الاصوات، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة إيزابيل سيلا أن الحزب الاشتراكي حل أولا بنسبة 33 بالمئة، يليه الحزب الشعبي المحافظ بنسبة 20 بالمئة. إيطاليا: تقدم الرابطة وخمس نجوم وفي إيطاليا، تصدر حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني نتائج الانتخابات بحصوله على نسبة تتراوح بين 27 و31 بالمئة من الأصوات، بحسب استطلاعين للرأي لدى الخروج من مراكز الاقتراع نشرتهما قنوات متلفزة محلية، ما يجعل من اليمين المتطرف القوة الأولى في إيطاليا. كما حصدت حركة “خمس نجوم”، المركز الثاني للغالبية الحكومية، ما بين 18,5 و23 بالمئة من الأصوات بحسب التقديرات نفسها، ومن المتوقع أن تحل خلف الحزب الديمقراطي (يسار وسط) الذي نال ما بين 21 و25 بالمئة. ويعزز اقتراع الأحد موقع نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني ضمن الحكومة الشعبوية التي تقود إيطاليا منذ بداية يونيو/حزيران 2018. وقال زعيم الرابطة في مجلس الشيوخ ريكاردو موليناري إن حزبه “يتحول على الأرجح إلى الحزب الأول في إيطاليا”. انتكاسة تسيبراس في اليونان أعلن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الأحد أنه سيدعو إلى انتخابات مبكرة الشهر المقبل بعد الانتكاسة التي مني بها في الانتخابات الأوروبية والبلدية على السواء. وقال تسيبراس في خطاب تلفزيوني “بعد الجولة الثانية للانتخابات المحلية (في الثاني من يونيو/حزيران)، سأطلب من الرئيس الدعوة فورا إلى انتخابات عامة”. ومن المرجح وفق تقارير إعلامية أن تجري الانتخابات المبكرة في 30 يونيو/حزيران. ومع فرز الأصوات في ثلث أقلام الاقتراع، حقق حزب “سيريزا” اليساري الذي يتزعمه تسيبراس أقل من 24 بالمئة في الانتخابات الأوروبية مقارنة ب33 بالمئة لحزب المعارضة المحافظ “الديمقراطية الجديدة”. وأعلن البرلمان الأوروبي أن نسبة المشاركة في الانتخابات هي “الأكبر في عشرين عاما” وتقدر ب51 في المئة بالنسبة إلى الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد من دون المملكة المتحدة. وأوضح المتحدث باسم البرلمان جوم داش أنه مع احتساب المملكة المتحدة، فإن هذه النسبة يمكن ان تراوح بين 49 و52 في المئة. صعود أنصار البيئة في ألمانيا وفي ألمانيا، حل أنصار البيئة “حزب الخضر” في المرتبة الثانية في الانتخابات الأوروبية وراء معسكر أنغيلا ميركل الذي سجل أسوأ نتيجة له مقارنة بالانتخابات السابقة، حسبما كشفت استطلاعات الرأي. وعلقت سكا كيلير رئيسة لائحة أنصار البيئة في البرلمان الأوروبي بعد إعلان النتائج “لقد حققنا انتصارا كبيرا”. ودعي إلى هذه الانتخابات 427 مليون أوروبي لانتخاب 751 عضوا لخمسة أعوام في البرلمان الأوروبي. ويتوقع أن يبقى الحزب الشعبي الأوروبي والاشتراكيون الديمقراطيون أكبر حزبين في هذا البرلمان، لكن هذه الانتخابات يفترض أن تنهي قدرتهما على تشكيل غالبية تسمح لهما وحدهما بتمرير نصوص تشريعية. ويأمل الليبراليون في أن يصبحوا قوة لا يمكن الالتفاف عليها في البرلمان لصالح تحالف مطروح مع مؤيدي ماكرون المنتخبين. كما يأمل دعاة حماية البيئة في أن يصبحوا محاورا لا بد منه في المشهد السياسي الذي يبدو مشتتا اليوم أكثر من أي وقت مضى. وستكون إعادة تشكل المشهد السياسي هذه حاسمة للسباق على المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية، خصوصا رئاسة المفوضية خلفا لجان كلود يونكر من الحزب الشعبي الأوروبي.