شهدت الانتخابات الاوروبية أمس الاحد تقدماً كبيراً لقوى اليمين المتطرف ترجمه بالخصوص النصر المبين للجبهة الوطنية (اقصى اليمين) في فرنسا حيث شكل هذا الفوز زلزالاً سياسياً وجعل حزب اقصى اليمين القوة السياسية الاولى في البلاد. ;تصدر محافظو “الحزب الشعبي الاوروبي” الانتخابات الاوروبية بفوزهم ب214 مقعداً في البرلمان الاوروبي المقبل، متقدمين في ذلك على الاشتراكيين (189 مقعداً)، بينما قد تصل حصة المناهضين ل”الاتحاد الاوروبي” الى نحو 130 مقعداً. واظهرت هذه التقديرات التي استندت الى استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مكاتب الاقتراع اجريت في دول الاتحاد ال28 ان الليبراليين سيفوزون ب66 مقعداً يليهم الخضر ب52 ثم اليسار الراديكالي ب42 نائباً. وقد استفاد حزب الجبهة الوطنية في فرنسا (Front National) من التراجع القياسي لشعبية الحزب الاشتراكي الحاكم، وحل في الطليعة بفارق كبير مع نسبة تاريخية ب25% من الاصوات، بحسب التقديرات الاولى. وسيحصل بذلك على ما بين 23 و25 مقعداً في البرلمان الاوروبي حيث تملك فرنسا، احدى الدول المؤسسة للبناء الاوروبي، 74 مقعدا. في بريطانيا تصدر حزب يوكيب (United Kingdom Independence Party) المناهض لاوروبا نتائج الانتخابات الاوروبية التي جرت في المملكة المتحدة الاحد، متقدما بفارق كبير على الاحزاب الثلاثة التقليدية، بحسب ما اظهرت نتائج فرز الاصوات في تسع من مناطق البلاد ال12. في المانيا التي تملك اكبر عدد من النواب في البرلمان الاوروبي (96 نائباً) حل المحافظون بقيادة انجيلا ميركل في الطليعة بحسب الاستطلاعات الاولى التي اجريت عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع. لكن الحزب الجديد المناهض لليورو “Alternative für Deutschland” والذي تأسس في ربيع 2013 ويدعو الى الغاء العملة الاوروبية الموحدة، سيسجل دخوله للبرلمان مع 6.5% من الاصوات. كما حقق الاشتراكيون الديمقراطيون تقدما كبيرا بحصولهم على 27.5% من الاصوات. في اليونان، البلد الذي يعاني بشدة من سياسة التقشف، حل حزب اليسار المتشدد سيريزا بقيادة الكسيس تسيبراس في الطليعة متقدماً بشكل طفيف على حزب الديمقراطية الجديدة اليميني الحاكم. وعلى الطرف الاخر من المشهد السياسي يتوقع ان يحصل حزب الفجر الذهبي النازي على ما بين 8 و10% من الاصوات. في النمسا، سجل حزب اليمين المتطرف “Freiheitliche Partei Österreichs” الذي يأمل في تشكيل كتلة مع الجبهة الوطنية، تقدماً واضحاً وسيحل ثالثاً مع 19.9% من الاصوات محققا تقدما ب5% مقارنة مع انتخابات 2009، ويأتي خلف المسيحيين الديمقراطيين والاشتراكيين الديمقراطيين الموجودين في الحكم. ودعي مواطنو 21 بلداً في الاتحاد الاوروبي الاحد الى انتخاب نحو 600 نائب اوروبي من اجمالي 751 نائبا. وكانت هذه الانتخابات بدأت الخميس في بريطانيا وهولندا قبل خمس دول اخرى الجمعة والسبت. ودعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاثنين القوى السياسية المؤيدة للاتحاد الاوروبي الى “التجمع” بعد صعود مناهضي الاتحاد في الانتخابات الاوروبية. واعتبر باروزو في بيان انه “من المهم للغاية” ان القوى السياسية “الممثلة داخل المفوضية”، اي المحافظون والاشتراكيون والليبراليون، “قد انتصرت سويا مجددا”.