وجه وأطفال آخر معتقلي "ملف بليرج" رسالة تظلم إلى عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، يشكون له فيها خيبة الظلم الذي يعانونه كأطفال حرموا من رؤية آبائهم المحكوم عليهم في ملف حضي السياسيون فيه بعفو ملكي. وجاء في الرسالة التي توصل موقع "لكم. كوم" بنسخة منها "لماذا كل هذا الظلم في بلد ما أعطيناه إلا حبنا وابتساماتنا، في أرض لا تَسمع إلا ضحكاتنا و صرخاتنا الطفولية البريئة، تستقبلها ربوعها كزغاريد عصافير حرة طليقة. لماذا يتمنا وآباؤنا على قيد الحياة؟". قبل أن يضيف أبناء المعتقلين البالغ عددهم 22 معتقلا بعد أفرج عن 6 معتقلين في نفس الملف، خمسة منهم استفادوا من العفو الملكي "ما عدنا نستطيع الابتسامة في وجه الآخرين ونسينا كل ألعابنا وذهبت حيويتنا وبهجتنا مع أحبائنا مع آبائنا، مع من كانوا يضمونا ويطوفون بنا أرجاء دورنا وغرفنا، مع أي حب وفي أي حضن و بأي أمل سنكبر في هذا الوطن؟" وأضافت الرسالة تخاطب ضمير رئيس الحكومة: " نحن الأطفال المنسيون في هذا الوطن الذي ولدنا فيه وترعرعنا بين أحضانه، لا تعطى الكلمة لنا و لا يُهتمُّ لأمرنا، فمعظمنا صغار ولا يفقه ما يجري حولنا، منا من يرى والده خلف الشبابيك، لا يستطيع لا لمسه ولا ضمه، بل فقط مبادلته بكلمات لدقائق معدودة. و منا من يلزم بيته، تفضل أمه تركه فيه، كي لا يرى ذاك المنظر المثير للخيبة و الحزن الشديدين". وفي الختام ناشدت الرسالة بنكيران "نمد أيدينا الصغيرة اليكم، لا نريد ولا نستطيع تحمل غدر الوطن. لقد نال منا العجز يا سيدي، لازالت خيبة الأمل تنهش من أجسادنا النامية مع هذا الظلم وهذا الهوال؛ ما عادت طموحاتنا كما هي، ما عادت أحلامنا تراودنا بمستقبل أفضل ومنير وما عاد الأمل يعطينا أملا في تحقيق ما تبقى من أحلامنا البريئة، اختزلت كاملة في حلم واحد: رؤية والارتماء في أحضان آبائنا، اختزلت كل الآمال في أمل واحد بعد الأمل في رحمة الله ونجدته، وهو أملنا فيكم يا سيدي، شاء القدر أن تكونوا هنا وتتوصلون برسالتنا هذه التي جففت دموعنا ودموع أمهاتنا، دموعا باردة تشتاق لدفء الحبيب الغائب". ومضى الأطفال يستنجدون رئيس الحكومة في رسالتهم: "لا تتركونا نصارع خيبة الأمل والظلم وحدنا، لا تدخلوا بيوتكم وتضموا أطفالكم وتنسونا، فنحن في أمس الحاجة لأولئك الرجال، فهم من كانوا يعيلوننا ويحمونا، منذ أن خطفوا و غابوا ونحن نعاني الأمرين: الحزن لغيابهم وقساوة الدنيا، قساوة ألسنة الآخرين، من يشيرون بأصابعهم إلينا، فنحن بنو هذا الجيل الطموح والشجاع، نحن كباقي الآخرين، لنا أحلامنا ولنا حاجتنا في العيش الكريم بين أحضان والدينا ، نسأل الله لطفا ورأفة بنا، ونسألكم اهتماما لأمرنا، ضاقت علينا الدنيا فهل من مجيب؟" --- تعليق الصورة: سميرة الرماش منسقة أسر معتقلي "ملف بليرج" مع عبد الإله بنكيران