بعد الربيع العربي يأتي الصيف العربي! دعوة للإبحار في الثقافة العربية عن طريق مشاريع وأنشطة صيفية. هذا ما تضمنه منشور أعدته مؤسسة 'النور‘ التي تعنى ب "ردم الهوة بين العالم العربي وهولندا"، تقول المشرفة عن المشروع الطالبة يتيكة فان ت. هيك. صور نمطية لكي تجلب فضول الطلبة الهولنديين استعانت مؤسسة 'نور‘ بخدمات جمل 'عربي‘ عقلته أمام بوابة جامعة أوتريخت في منطقة آوتهوف. "الجمل له صلة وثيقة بالعالم العربي"، تقول يتيكة وهي توزع ابتسامتها رغم البرد القارس على طلبة وعابرين شد انتباههم منظر الجمل، فراحوا يتناوبون لالتقاط الصور أمامه أو فوق ظهره. أليس ربط الجمل بالثقافة العربية نوعا من الصور النمطية المكرورة عن العرب؟ "نعم" تقول يتيكة "ولكن هنا بشكل إيجابي". 'مشروع نور‘ جزء من المنظمة الطلابية 'آيسك‘ (AIESEC) التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية من قبل طلبة ينتمون لدول مختلفة بهدف الدعوة للسلام بين الشعوب ونبذ الحرب. وفي ما يتعلق بالمشروع الهولندي، فإن الهدف منه بحسب يتيكة هو "ردم الهوة بين هولندا والعالم العربي عن طريق إرسال عشرين طالبا للمنطقة العربية في إطار أنشطة ومعسكرات صيفية". وقد سبق أن أشرفت مؤسسة نور على تنظيم رحلات استفاد منها طلبة هولنديون منهم يتيكة نفسها والتي تقول عن تجربتها: "بواسطة آيسك تعرفت على العالم العربي، وأرى أنه مشروع مفيد ومهم وقد استفدت منه مرتين وقبل ذلك لم أر المنطقة العربية أبدا، ولذلك أرى كم هي مخطئة تلك الصور النمطية التي لدينا هنا في هولندا عن المنطقة". حسن الضيافة تسعى يتيكة وزملاؤها إلى ضمان الحصول على قائمة تضم مائتي مرشح للاستفادة من مشروع نور، على أن يتم اختيار عشرين منهم فقط ليتوزعوا على البلدان العربية المشرقية، مع التركيز هذه السنة على لبنان. وتعمل آيسك في هذا الإطار مع الجامعة الأمريكية في كل من بيروت وعمان والقاهرة. وتشمل أنشطة البرنامج التي تدوم ستة أسابيع التعرف على ثقافة المجتمعات العربية فضلا عن فترات تدريب في شركات محلية. والأهم من ذلك بحسب المنظمين هو تبادل التجارب وتعزيز سبل التواصل بين الشعوب. "هم أناس مضيافون جدا"، تقول يتيكة متحدثة عن تجربتها الخاصة، وتضيف قائلة : "يفعلون كل شيء من أجلك، لطفاء معك ويتطلعون لمعرفة كل شيء عنك، عكس الصورة السلبية التي نسمعها عنهم هنا من قبل مختلف السياسيين". خوف يشكل ما حققه الربيع العربي في المنطقة حديثا مشتركا بين الطلبة الهولنديين ونظرائهم في الوطن العربي. "كنت في مصر في شهر مارس واطلعت عن كثب على ما جرى هناك، وخاصة وأن لدينا أصدقاء طلبة هناك وعرفنا منهم ما جرى"، تقول يتيكة التي تؤكد أن الشرخ بين العالم العربي وهولندا ما يزال عميقا. ويظهر هذا الشرخ جليا في "الخوف الذي يسيطر على الناس": "حينما قلت إنني سأذهب إلى مصر لاحظت الخوف عند من تحدثت لهم: "هل هذا ممكن"؟ "هل أنت في أمان"؟ "أنت حمقاء بذهابك لمصر". في هذا ما يكفي على أن الهوة كبيرة". شرعت مؤسسة نور في الترويج لمشروعها في جامعة أوتريخت يوم 17 يناير، تليها كل من جامعة خرونينغنن (18 يناير) وجامعة تيلبورخ وأوتريخيت مرة أخرى (19 يناير) وليدن (24 يناير) وأخيرا في جامعتي ما ستريخت (25 يناير) ونايميخن (25 يناير كذلك). وكان عشرون طالبا هولنديا زار السنة الماضية كلا من تونس ومصر والأردن. ويظهر أن المشروع يركز أساسا على البلدان التي تستخدم فيها اللغة الإنجليزية في مؤسسات التعليم العالي تسهيلا للتواصل. تحصل مؤسسة نور على دعم من مؤسسة مشابهة تسمى "مؤسسة لطفية رباني" الهولندية والتي تسعى بدورها إلى بناء جسور التواصل بين العالم العربي وهولندا، ولكنها عكس مؤسسة نور، تقوم بتنظيم بعثات من الطلبة العرب لزيارة هولندا. حصل الجمل أو مالكه على مبلغ 300 يورو لمدة ساعتين خدمة تحت ستر الضباب، كانتا على ما يبدو كافيتين لشد انتباه ما بين 20 و30 طالبا أبدوا رغبتهم في المشاركة في المشروع. --- ينشر بتعاون وشراكة مع موقع إذاعة هولندا العالمية