واصل آلاف السودانيين، الجمعة، اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم صبيحة إعلان عزل عمر البشير، فيما أكدت المعارضة أن الاعتصام “مستمر ولن ينفض” حتى تحقيق أهداف الثورة المتمثلة في تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية. ومثل الخميس يوما حاسما في مسيرة الثورة الشعبية الحالية في السودان التي انطلقت في 19 دجنبر؛ حيث أعلن قادة الجيش، عبر بيان، عزل البشير واعتقاله في مكان آمن، وتشكيل مجلس عسكري لإدارة شؤون البلاد خلال فترة انتقالية مدتها عامين تنتهي بإجراء انتخابات.
لكن المعارضة رفضت بيان قادة الجيش الذي عدته “انقلابا عسكريا”، وطالبت بتسليم السلطة للمدنيين. وبينما أعلن قادة الجيش في بيان عزل البشير حظر تجوال ليلي بين الساعة 22: 00 وال04: 00 بالتوقيت المحلي (20: 00 -02: 00 ت.غ)، تواصل الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، الجمعة، لليوم السابع على التوالي. وقالت “قوى إعلان الحرية والتغيير”، التي تضم أبرز القوى السياسية الداعية للاحتجاجات، في بيان بهذا الخصوص: “نؤكد لكل مواطني العاصمة القومية والمناطق المجاورة بأن الاعتصام قائم وندعو جميع الثوار إلى التوجه والاحتشاد الآن في ساحة الاعتصام والبقاء فيها وتأمين المتاريس والتحضير لصلاة الجمعة وصلاة الغائب على أرواح الشهداء الطاهرة الجمعة في الساعة 13: 00 بالتوقيت المحلي (11 ت.غ)”. ودعت “كل المواطنيين في قرى ومدن الأقاليم تسيير مواكب الجمعة باتجاه مقار حاميات ووحدات قوات شعبنا المسلحة المختلفة والاعتصام وأداء صلاة الجمعة وصلاة الغائب في ساحات اعتصاماتهم”. وفي بيان آخر، أكدت أن “الثورة مستمرة واعتصام الثوار البواسل أمام القيادة العامة لقوات شعبنا المسلحة لن ينفض حتى تحقيق أهداف وتطلعات ثورتنا المشروعة بتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية وفقاً لإعلان الحرية والتغيير”، الموقع في يناير الماضي. كانت “لجنة أطباء السودان المركزية”، المضوية في “تجمع المهنيين السودانيين” (الجهة الرئيسية الداعية للاحتجاجات) أعلنت مقتل 13 متظاهرا ب”الذخيرة الحية” على يد من أسمتهم ب”قوات النظام ومليشيات الظل”، بينهم 8 في مدينة “زالنجي” وسط دارفور (غرب)، و2 في الخرطوم، و2 في مدينة “ود مدني”، و1 في مدينة عطبرة. وأوضحت أنه بذلك ترتفع حصيلة القتلى منذ بداية الاعتصام في 6 أبريل الجاري إلى 35، دون صدور تصريحات رسمية تؤكد أو تنفي تلك الأرقام. وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، الجمعة، بأن اللجنة السياسية العسكرية المكلفة من قبل المجلس العسكري الانتقالي ستعقد لقاءً مع القوى السياسية في الساعة 15: 00 بتوقيت الخرطوم (13: 00 ت. غ). وقالت الوكالة إن اللقاء سيكون “جامع”، غير أنها لم تسم القوى التي ستشارك فيه، فيما لم تعلن القوى السياسية بعد موقفا واضحا من القاء حتى الساعة (07: 45 ت. غ). والخميس، أعلن التلفزيون الرسمي في السودان أن وزير الدفاع عوض بن عوف، أدى “القسم” رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي. فيما أدى رئيس أركان الجيش كمال عبد المعروف، اليمين الدستورية، نائبا لرئيس المجلس الانتقالي، بحضور رئيس القضاة عبد المجيد إدريس، وتم تأجيل إعلان أعضاء المجلس. وتواصلت الجمعة ردود الفعل العربية والدولية على بيان قادة الجيش عزل البشير، والتي تمحورت حول مطالبة السلطات الفعلية في البلاد بالاستجابة لتطلعات الشعب السوداني، ونقل السلطة للمدنيين، والحفاظ على إلتزامات السودان الدولية. والخميس، أعلن بن عوف، عزل رئيس الدولة، عمر البشير، واعتقاله، وبدء فترة انتقالية لعامين تتحمل المسؤولية فيها اللجنة الأمنية العليا والجيش، والتي تنتهي بإجراء انتخابات. كما أعلن بن عوف، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، إعمال حالة الطوارئ لثلاثة أشهر، وفرض حظر التجوال لشهر اعتبارا من مساء الخميس. وتأتي قرارات بن عوف، عقب احتجاجات تشهدها السودان منذ 19 دجنبر الماضي، بدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بإسقاط النظام، وأسفرت عن سقوط عديد من القتلى والجرحى.