بعد قيامها بتنحية البشير، واعتقاله قررت قيادة الجيش السوداني، اليوم الخميس، اعتماد إجراءات أمنية مشددة في البلاد، مع تشكيل مجلس عسكري انتقالي يتولي إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية، مدتها عامين. وأعلن عوض بن عوف، وزير الدفاع السوداني، الذي تلى بيان الجيش عن إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلى الرابعة صباحا. كما تحدث البيان عن “الفرض الصارم للنظام العام، ومنع التفلت، ومحاربة الجريمة بكل أنواعها”. كما أكد بيان الجيش أن المجلس العسكري الانتقالي، الذي سيتم تشكيله في البيان الثاني، إذ “بتحمل هذه المسؤولية نحرص على سلامة المواطن، والوطن، ونرجو أن يحمل معنا المواطن المسؤولية، ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة شراكةً منه في أمن، وسلامة الوطن”. وأعلن وزير الدفاع السوداني حل مجلس مؤسسة الرئاسة، ومجلس الوزراء، والبرلمان، والمجلس الوطني، ومجلس الولايات، وحكومات الولايات. وفي وقت سابق عن بيان الجيش أصدرت “قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان” بيانا بشأن الأحداث، والمستجدات الأخيرة، التي عرفتها العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم، معبرة عن رفضها تولي الجيش للسلطة. وقالت الهيأة، التي تضم أبرز قوى المعارضة السودانية إن المسار الثوري، الذي تعرفه البلاد “لن يسمح بإعادة انتاج الأزمة مجدداً، كما أن شعبنا لن تنطلي عليه مجدداً لعبة “اذهب إلى القصر رئيساً”. وشددت الهيأة ذاتها على أن “الأزمة السودانية مزمنة، ولا يمكن حلها بشكل فوقي”، معتبرة أن “أساس الأزمة كان الانقلاب العسكري للجبهة الإسلامية على الحكم الديمقراطي، وخرق الدستور في 30 يونيو 1989”. وأضافت “قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان” أن هذا الانقلاب سبب للسودان “حروباً، وتهميشاً، وإهداراً للحقوق، وتفريطاً في السيادة الوطنية”، وأنه “لا يمكن مخاطبة هذه الأزمة من خلال انقلاب عسكري آخر، يؤدي إلى إعادة انتاجها وتعقيدها”. وأكدت الهيأة أن “ثورة دجنبر المجيدة مستمرة، وهي ممهورة بدماء الشهداء في أصقاع الوطن، ولن تُطفئ جذوتها محاولات شكلية من قبل النظام لإعادة انتاج نفسه”، مشددة على “أنه لا سبيل سوى تسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية وطنية بناءً على ما تواثقت عليه جماهير شعبنا في إعلان الحرية، والتغيير”. كما عبرت عن تمسكها بالاعتصام في الساحات، مشددة على أن هذا النزول للشارع “مستمر حتى تحقيق أهداف الثورة المعلنة تفصيلاً في إعلان الحرية والتغيير والقصاص لدماء الشهداء”.