واصل الجزائريون التظاهر الجمعة في العاصمة للأسبوع السابع على التوالي للمطالبة بالسقوط الكامل ل”النظام” ومنع المقربين السابقين من الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة من إدارة المرحلة الانتقالية. وبدأ عدد المتظاهرين يزداد تدريجا في ساحة البريد المركزي والشوارع المجاورة وسط العاصمة قبل بدء التظاهرة الكبرى.
وارتفع عدد المتظاهرين بعد خروج المصلين من المساجد بعد صلاة الجمعة في حدود الساعة الثانية بعد الظهر (13:00 ت.غ)، إلا أنه منذ الصباح الباكر بدأ مئات الأشخاص يأتون من المناطق المجاورة للعاصمة وأخذوا يتجمعون في ساحة البريد. وارتفعت أعدادهم بشكل متسارع مع مرور الوقت ليبلغوا عشرات الآلاف في ساحتي البريد المركزي وموريس أودان والشوارع المؤدية إليهما. وردّد المتظاهرون شعارات “سئمنا من هذا النظام”، و”لن نسامح لن نسامح” ردا على اعتذار بوتفليقة وطلبه الصفح عن “كل تقصير ارتكبته في حقكم بكلمة أو بفعل”. ورددوا شعارا باللهجة الجزائرية أصبح مشهورا “الشعب يريد.. ينتحاو غاع” وتعني “الشعب يريد أن يتنحى الجميع”. وعلى غير العادة غابت شاحنات الشرطة التي كانت تتمركز في المحاور القريبة لساحة البريد، بينما عززت قواتها في الشوارع المؤدية إلى مقر رئاسة الجمهورية ومبنى الإذاعة والتلفزيون في حي المرادية وكذلك شارع الدكتور سعدان حيث مقر الحكومة. وجاء أغلب المتظاهرين من الولايات المجاورة للعاصمة وهي تيزي وزو وبومرداس (شرق) والبليدة (جنوب) وتيبازة (غرب). ومنذ الثلاثاء تعددت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الدعوات للتظاهر مجددا الجمعة بغية إزاحة “الباءات الثلاث”، أي عبد القادر بن صالح والطيب بلعيز ونور الدين بدوي الذين يعدون شخصيات محورية ضمن البنية التي أسس لها بوتفليقة، وينص الدستور على توليهم قيادة المرحلة الانتقالية.