مساء الثلاثاء 4 يناير 2011، توفي الشاب التونسي محمد البوعزيزي متأثرا بحروق أصيب بها حين حاول الانتحار بإشعال النار في نفسه، احتجاجا على مصادرة بضاعته من طرف رجال الشرطة التونسيين. وكان هذا الشاب خريج الجامعة (25 سنة) يبيع الخضر والفواكه بمدينة سيدي بوزيد التونسية، حين سدت في وجهه أبواب عمل يليق بمستواه الجامعي، قبل أن يجد نفسه، يوم 19 دجنبر 2010، محاصرا من طرف رجال الشرطة الذين صادروا سلعته، فلم يكن رد فعله سوى محاولة الانتحار بإشعال النار في نفسه. ثم تحول البوعزيزي إلى رمز وسط سكان مدينته الذين خرجوا إلى الشوارع للتضامن معه والاحتجاج على الظلم، قبل أن تشمل الاحتجاجات مدنا تونسية أخرى لم يشهدها، من قبل، نظام زين العابدين بنعلي الذي، ربما، كان يعتقد أن الشعب التونسي "لم يعد يحب الحياة، ولم يعد يحب صعود الجبال، ولا يستلذ ركوب الخطر"، على حد ما جاء في القصيدة الرائعة للشارع التونسي أبو القاسم الشابي، لكن "الثور النائم" استيقظ وهاج في الشوارع. وتتخوف السلطات من تؤدي وفاة البوعزيزي، الذي سيوراى الثرى الأربعاء 5 يناير 2011 بمدينته، إلى اندلاع المظاهرات من جديد في الوقت الذي يستعد محامون ونقابيون وأحزاب المعارضة لتنظيم وقفات احتجاجية أخرى.