في أول اختبار لقوة حركة 20 فبراير الشبابية بعد قرار جماعة "العدل والإحسان" توقف نشاطها ضمن الحركة، حاول شباب الحركة حشد أكبر عدد من مناصيرهم في أكثر من مدينة شهدت خروج أول مسيرة بدون أنصار الجماعة الإسلامية، وذلك يوم الأحد 25ديسمبر. وركزت أنظار المراقبين على معرفة الجحم الحقيقي لأنصار الحركة بدون أتباع الشيخ عبد السلام ياسين الذي شكل أتباع جماعته العمود الفقري للحركة طيلة الشهور العشرة الماضية. وكان أو اختبار للحركة هو خروج عدة مسيرات في عدة مدن كما دأبت على ذلك منذ انطلاق حركتها الاحتجاجية، وهو ما تحقق في مسيرات الأحد عندما خرجت عدة مسيرات في مجموعة من المدن تميزت بغياب تام لأتباع ياسين، وتواري أنصار الجماعات السلفية التي تعودوا الخروج في بعض المدن لاسيما في طنجة، بينما كان لافتا الحضور القوي لقيادات من حزبي "الأمة" و"البديل الحضاري"، الإسلاميين في مسيرات الرباط والدار البيضاءومكناس. وخلال كل المسيرات التي شهدتها عدة مدن التي عليها طابع استعراض قوة الحركة بدون أحد أهم مكوناتها، رفعت شعارات تطالب بإسقاط المخزن وتندد بتعيين فؤاد عالي الهمة مستشارا ملكيا، كما لم تخلو بعض المسيرات، خاصة في مدينة تطوانوالبيضاءوطنجة، من شعارات مناهضة للحزب "العدالة والتنمية" الإسلامي الذي عين أمينه العام عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة المقبلة، وذلك عقب تصدره لنتائج الانتخابات الأخيرة السابقة لأوانها التي شهدها المغرب. وشهدتا مسيرة طنجة كعادتها حضورا قويا للحركة، في غياب شبه تام غياب تام للسلفيين وأنصار "العدل والإحسان". وردد المشاركون في المسيرة شعارات قوية تطالب بإسقاط المخزن، وقدر عدد المحتجين الذين لبوا نداء الحركة بحوالي 10 آلاف متظاهر، وأشار عضو من شباب الحركة إلى أن "الحركة مستمرة في الاحتجاج والنضال حتى تحقيق جميع مطالبها"، وأكد الناشط العشريني الطنجاوي لموقع "لكم. كوم" "تمسك الحركة بجميع مطالبها ورفضها لأي حوار مع حكومة البجيدي، وكذلك استمرارها في النزول للشارع، ورفضها لكل محاولات الالتفاف على مطالبها"، واصفا الإصلاحات التي أقدم عليها القصر بأنها "مجرد التفاف على مطالب الشعب المغربي"، على حد تعبيره. فيما قارب عدد المشاركين في مسيرة البيضاء حوالي 5 ألاف محتج، في أول امتحان للحركة بعد انسحاب "العدل والإحسان" من الحراك الشعبي في الشارع. وكانت انطلاقة المسيرة قوية منذ بدايتها، وعرفت رفع شعارات منددة بالغلاء وبتعيين الهمة مستشارا ملكيا ورفضها الحوار مع حكومة بنكيران ومطالبتها بدستور ديمقراطي، ووصف عضو مستقل من حركة 20 فبراير البيضاء غياب جماعة "العدل والإحسان"، بمثابة "رسالة سياسية للحركة وللبجيدي"، وأضاف الشاب العشريني" سنتسمر بدون 'العدل والإحسان' أو بتواجدها"، موضحا "أن 20 فبراير تتجاوز كل تنظيمات السياسية مهما كانت قوتها التنظيمية". ورفعت الحركة بالبيضاء شعارات من بينها" قلنا ليكم حاكموه ودرتوه جنب الحاكم"، و"الهمة ديكاج"، و"هذا عيب هذا عار بلطجي مستشار".. وأيضا شعارات تؤكد على مطالب الحركة الأولى، وعلى رأسها دستور ديمقراطي، وإصلاح القضاء، وتحرير الإعلام، وإطلاق سراح المعتقلين، ومحاكمة المفسدين وناهبي المال العام... وفي الرباط تميزت المسيرة بعودة الوجوه الأولى التي خرجت في المسيرات الأولى للحركة، وحضور قوي لشباب الحركة، وقدر عدد المشاركين بألفي محتج رددوا شعارات قوية من بينها: "الشعب يريد إسقاط المخزن"، و "الهمة ديكاج.. والماجيدي ديكاج.. ولعنيكري ديكاج.." وشعارات مطالبة بدستور ديمقراطي وأخرى خاصة بمطالب اجتماعية. وقد شهدت مدن أخرى مسيرات للحركة، حيث نظمت مسيرات في كل من مدن: تطوان، مراكش، الحسيمة، تازة، بني ملال، أكادير، فاس، مكناس، ومدن وقرى أخرى..