عبر الحقوقي عبد الرحمان بنعمرو عن أسفه لعدم استطاعة الأحزاب السياسية الأربعة التي وقعت على مقترح “تجريم التطبيع”، مقاومة الضغوطات التي تمارس عليها من أجل سحبه، مؤكدا على أن التطبيع مع إسرائيل سواء بكيفية مباشرة أو غير مباشرة لا يمس فقط روحنا ولا كياننا وإنما يمس كذلك حتى مصالحنا . وقال بنعمرو الذي كان يتحدث مساء أمس الجمعة بطنجة، في ندوة نظمتها التنسيقية المحلية لدعم فلسطين بمناسبة الذكرى 43 ليوم الأرض، “قمنا بإعداد مشروع لتجريم التطبيع، قدمناه إلى أربعة أحزاب وعدتنا بمناقشته داخل البرلمان والمصادقة عليه، لكن مع الأسف يظهر على أن هذه الأحزاب لم تستطع التغلب على الضغوطات التي مورست عليها لسحبه. وأدان القيادي “بحزب الطليعة”، أمام جمع من أطياف التيارات السياسية والحقوقية والمدنية الفاعلة والمدافعة عن القضية الفلسطينية، “التطبيع الذي يمارسه النظام المغربي لأنه بشكل أو بآخر يسمح بزيارات وبروابط ثقافية ويسمح بالتطبيع باسم الفن والثقافة والرياضة”. وأبرز القيادي اليساري، على أن مجموعة العمل الوطنية لمساندة الشعب الفلسطيني ستسمر في عملها سواء على المستوى الجماهيري، أو على مستوى القضائي، اعتمادنا في ذلك على الشعب المغربي الذي نجد منه كل الاستجابة والدعم . وأشار بنعمرو، على أن التعامل مع القضية الفلسطينة، يعنينا ليس فقط من الناحية التاريخية، من ناحية أن المغاربة كانوا من بين المتطوعين ومن بين الذين عشقوا فلسطين حتى أن هناك باب يسمى باب المغاربة، وإنما تعنينا كقضية إنسانية . وأشار المتحدث إلى أهم متطلبات الأحزاب والتنظيمات الديمقراطية، هي أولا فضح الكيان الصهيوني، فضح تاريخه، آفاقه، ومخططاته، وثانيا، تعبئة الشعب المغربي لمساندة المقاومة الفلسطينية، مذكرا أن مجموعة العمل الوطنية لمساندة الشعب الفلسطيني تقوم بالمواجهة القانونية والقضائية لرموز الكيان الصهيوني خاصة ذوي الأصول المغربية. من جهة أخرى أبرزت مداخلة النقيب عبد الرحمن بنعمرو بعض الجرائم التاريخية الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني، والذي ساهم في دعمه تلك الدول الاستعمارية الامبريالية والتي عملت على إضعاف الدول العربية. تجميد “تجريم التطبيع” بعدما أثار حفيظة قوى دولية عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، قال إن مشروع تجريم التطبيع الذي وقعت عليه أربعة فرق نيابية، لا زال مجمد في الدهاليز، بعدما أثار حفيظة قوى دولية في مقدمتها الاتحاد الأوربي الذي طالب الدولة المغربية بسحب المشروع. في ذات السياق تساءل هناوي “هل يمكن للمغرب أن يبيع حصته من القدس مقابل الصحراء؟ مجيبا “كلاهما قضيتان مقدستان”، معتبرا أن الذين يراهنون على تنويم الشعب المغربي بأكذوبة أن المغرب يخطب ود إسرائيل بشأن الصحراء، وأن الود سيفتح لنا قلب ترامب، خيانة وطنية كبرى”. وأضاف المتحدث متسائلا “منذ متى كان العدو الصهيوني يوحد الشعوب أو يوحد جغرافيتها، العدو الصهيوني تواجده يقوم على تقسيم المنطقة ليستفرد هو بقيادتها”، مذكرا بموقف الكيان الصهيوني من استفتاء كردستان ومن استقلال جنوب السودان”. من جهة أخرى نبه عزيز هناوي العام العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إلى أن صفقة القرن هي صفقة إبادة للأمة جمعاء وليست لفلسطين فقط وهي صفقة إعدامنا جميعا. “صفقة القرن” تكميل ل”مملكة صهيون الكبرى” بدوره، اعتبرعبد الصمد فتحي منسق “الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة”، في ذات الندوة التي نظمت تحت عنوان "فلسطين وصفقة القرن : أية استراتيجية؟"، أن هذه الصفقة هي جزء تكميلي لمخطط كبير؛ اسمه “مملكة صهيون الكبرى”. وأكد القيادي بجماعة العدل والإحسان، على أن لب الصفقة هو "تصفية وليست تسوية"، لتصبح فلسطين وفق منطق الصفقة سلعة وليست قضية، خطة تعتمد على الإغراءات المالية، وتتحمل وزرها وتداعياتها الدول العربية خاصة دول الخليج. وأشار المتحدث أن لهذا المشروع عقبات، أولها الرفض الفلسطيني، مشيرا إلى أن هناك إجماع فلسطيني على رفض الصفقة، ثاني شيء، يضيف فتحي، هو أنها لم تستطع أن تلقى الدعم العربي بسبب رفض الشعوب، بحث هناك تدبدب في المواقف، كما أن الصفقة لم تلقى الداعم الكامل على مستوى أوربا والصين وروسيا. واعتبر فتحي في مداخلته، أن قضية القدس بالنسبة لأمريكا والدول الداعمة للكيان الصهيوني حسمت، كما أن عودة الاجئين أصبحت مرفوضة، ويتم تقديم الدعم المالي للدولة التي تستضيفهم . السفياني يطالب “ميدي1” بالاعتذار من جهته صب خالد السفياني “المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي”، جام غضبه على قناة “ميدي 1 تفي” التي سبق وأن وصفت عملية للمقاومة بالإرهابية قبل أن تسحبها، وطالبها تحت تصفيقات الحضور بالإعتذار للشعب المغربي أولا، ثم لعائلة الشهيد، وللشعب الفلسطيني. وقال السفياني مخاطبا مدير القناة التي يوجد مقرها الرئيسي بطنجة “بالرغم من أنف أبيك أبو ليلى شهيد، وهو من أكثر من يمكن أن نفتخر بهم في هذه الأمة”. من جهة أخرى أوضح السفياني، بأن صفقة القرن صيغت بين طرفين، الأول ما وصفهم ب”صهاينة العرب” والآخر “الكيان الصهيوني”، مؤكدا على أن الصفقة تهدف إلى تصفية الدولة الفلسطينية. وطالب السفياني، من قادة العرب بإعادة البوصلة إلى مكانها ويوقفوا التطبيع ويقطعوا العلاقات ويغلقوا السفارات، مطالبا الشعوب بالسعي لملاحقة وطرد الصهاينة ومنع التطبيع. استمرار تنسيقية تضم مختلف الأطياف انجاز من جهته، نوه أحمد ويحمان رئيس “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، بالتنسيقية المحلية لدعم فلسطين، التي تضم في عضويتها مختلف الأطياف المجتمعية، وهو ما اعتبره المتحدث انجاز كبير يحسب لمدينة طنجة التي وصفها بأنها “تتميز بالحفاظ على وحدة الجهد بغض النظر عن الاختلاف في الاجتهادات السياسية والفكرية”، مشيرا إلى أن “أعداء الأمة يعملون في كل ما في وسعهم لتفكيك هذه التنسيقية”. وخاطب ويحمان قيادات التنسيقية قائلا “نحن على يقين أن وعيكم وإيمانكم وثباتكم ضمانة لنا جميعا، حتى يبقى هذا التميز بمدينة البوغاز”، مؤكدا على أن عمل واستمرار التنسيقية هي رسالة تقدمها طنجة للجميع، مفادها أننا مهما اختلفنا فإن القضية الفلسطينة توحدنا، وبالتي لن يستطيع أي متهافت أن ينال منها، متمنيا أن تنال هذه العدوى كل المناطق والمدن والجهات حتى تبقى القضية الفلسطينية حية لدى الشعب المغربي . يشار إلى أن “تنسيقية طنجة لدعم القضية الفلسطينية”، تضم في صفوفها عدد من التنظيمات السياسية والحقوقية والجمعوية والمهنية، تنتمي لمختلف المكونات اليسارية والإسلامية والديمقراطية، وكان لافتا لانتباه المتتبعين ابراز مسير اللقاء عبد الله الزيدي رئيس فرع “الجمعية المغربية لمساندة الشعب الفلسطيني”، حضور فعاليات جمعوية من مناطق ومداشر وجماعات قروية ضواحي طنجة، كما أن الندوة عرفت وفي سابقة حضور قيادات محلية، تنتمي لأحزاب “الأصالة والمعاصرة” و”التجمع الوطني للأحرار”.