قال عبد الله الحريف الكاتب العام السابق لحزب “النهج الديمقراطي” إن اليسار يتحمل المسؤولية في ضعف الاهتمام بالقضية الفلسطينية حاليا، رغم المسار الشائك الذي تمر منه حاليا. وأضاف الحريف في مداخلة له بالندوة التي نظمتها الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب، اليوم السبت، حول يوم الارض والقضية الفلسطينية، أن يوم الأرض لحظة أساسية في كفاح الشعب الفلسطيني، مشيرا أن موقف الشعب المغربي من القضية الفلسطينية يجب أن لا يكون مبنيا على التضامن فقط. وأوضح الحريف أن النضال من أجل نصرة الشعب الفلسطيني يجب أن يتعدى التضامن، ويصل إلى الانخراط في كل حملات محاربة التطبيع، التي تكبر يوما بعد يوم. وأبرز الحريف أن هذه الحملات التي تتصدى للتطبيع يجب أن تكبر وتتقوى لاننا أمام لحظة مفصلية تسعى فيها إسرائيل إلى إقبار فلسطين إلى الابد. وأكد المناضل اليساري أن الفكرة الرائجة التي تقول إنه يجب أن تتضامن مع الشعب الفلسطيني مثل بقية الشعوب خاطئة، لان الشعب الفلسطيني يعاني من حرب استئصال. وأشار الحريف أنه علينا أن لاننسى أن الحركة الماركسية اللينينية هي أول من أقرت بأن فلسطين قضية وطنية. وشدد الحريف على أن الكيان الصهيوني احتل فلسطين لكن له أيضا أدوار قذرة في العالم العربي، على اعتبار أن اسرائيل قاعدة أساسية للعدوان على شعوب المنطقة، من أجل ضمان هيمنة الامبريالية الغربية على المنطقة، والهيمنة على قرارها السياسي والاقتصادي. وأكد الحريف أن اسرائيل تعربد في المنطقة كما تريد، وعلينا أن لا ننسى أن الموساد لعب دورا مهما في اغتيال المناضل المهدي ابن بركة، إضافة إلى دعمها للديكتاتوريات العربية، وبالتالي فإن اسرائيل عدوة لكافة شعوب المنطقة وليس للفلسطينيين وحدهم. من جهته، قال الاعلامي الفلسطيني محمود معروف إن الذاكرة الفلسطينية والوعي الفلسطيني لازال كما هو ولا يزيد سوى تشبثا بالقضية الفلسطينية. وأكد معروف أن الانتفاضات التي تعرفها فلسطين كشفت أن العدو للاسرائيلي مصيره إلى زوال، وأن المشروع الصهيوني يعيش مأزقا حقيقيا لأنه لا يستطيع طرد من تبقى من الفلسطينيين. وشدد معروف على أن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين أسوأ من الاحتلال الفرنسي للجزائر، لأن الاول مبني على الطرد من الأرض. وأبرز معروف الذي كان مديرا لمكتب جريدة “القدس العربي” بالمغرب، أن ما يمارس ضد الشعب الفلسطيني في أراضي 48 يؤكد أن اسرائيل ليست دولة ديمقراطية كما يشاع، ولعل أوضح دليل على هذا هو قانون القومية اليهودية. وأوضح معروف أنه يجب العمل على عزل إسرائيل عبر حملات المقاطعا مثل ما حدث في جنوب إفريقيا، وهذا لن يتحقق إلا عبر الدعم العربي، لان الصراع في العمق هو بين القومية العربية والصهيونية. وتابع معروف كلامه قائلا: “حاليا نفتقد إلى رؤيا سياسية ووحدة سياسية أيضا، وعلاقات قوية مع القوى الديمقراطية في العالم، ولذلك استغلت أمريكا الوضع الفلسطيني والعربي، وأتت بقرارات هي في الاصل قديمة مثل الاعتراف بالقدس والجولان لاسرائيل. وأكد معروف على ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية من أجل مواجهة القرارات الأمريكية، مشيرا أن الفلسطينيين لا يعيشون صراعا بين فتح وحماس بل في العمق هو صراع بين قوى مستفيدة من للانقسام سواء في الضفة الغربية أو غزة. وشدد معروف على أنه ليست هناك سلطة فلسطينية في الضفة أو غزة بل فلسطينيون يسيرون الشأن العام، ولا يتحركون في مواكبهم دون موافقة إسرائيلية. وتساءل معروف عن ماذا استفادت السلطة الفلسطينية من التنسيق الامني مع إسرائيل؟ وأكد معروف أن اسرائيل تريد أن تسحق وتذل الشعب الفلسطيني، لكن هذا لن يزيده سوى تعلقا بقضيته. وأشار نفس المتحدث أن صفقة القرن لا تعطي للفلسطينيين أي شيء، ولهذا لم تقبلها السلطة الفلسطينية، لأنها في الاصل كذبة تعبر عن المطامع الاسرائيلية التي تنفذها أمريكا بمباركة بعض العرب. وشدد معروف على أن السلطة الفلسطينية صامدة أمام صفقة القرن، لكنها تفتقد الرؤيا والارادة السياسية لمواجهتها.