طالب نائب برلماني هولندي من أصل تركي تطبيق قانون 'شغب الملاعب‘ على المسلمين المتطرفين. يأتي هذا على خلفية اقتحام شباب ملتحين ينتمون لتنظيم شبه مجهول يدعى "الشريعة لهولندا" أواخر الأسبوع الماضي، قاعة للندوات في أمستردام احتجاجا على ما اعتبروه إهانة للإسلام. ويتخوف مراقبون من أن يشدد مثل هذه الدعوات من إجراءات الضغط على الحريات العامة للمسلمين في هولندا. ارتباك بعد حادث اقتحام مجموعة من الشباب ينتمون للتيار السلفي المتشدد في هولندا وبلجيكا، لقاعة الندوات في مركز 'بالي‘ في أمستردام الأسبوع الماضي، طالب النائب البرلماني الهولندي من أصل تركي كوسكوم شوروز اليوم الثلاثاء الوزير إيفو أوبستيلتن (العدل والأمن) بتطبيق القانون الخاص بمكافحة شغب الملاعب على الجماعات الإسلامية المتطرفة. إلا أن الدكتور مصطفى أعراب المتابع لقضايا 'الإسلام الهولندي‘ يرى أن هناك ما يكفي من القوانين لمواجهة مثل هذه الجماعات المتطرفة، واصفا السياسة الهولندية بالارتباك: "هذا موقف مرتبك نوعا ما، والسياسة الهولندية تتميز بالارتباك كلما حدث حادث من هذا النوع. من المؤكد أن إضافة هذا القانون سيؤثر على الحريات العامة للمسلمين في هولندا. ويبقى السؤال الموجه لهذا البرلماني باسم الحزب المسيحي الديمقراطي: أليس في القانون الهولندي ما يكفي من فصول لمعاقبة هذه المجموعة التي قامت بنشاط خارج عن القانون؟" محنة نقلت صحيفة 'سبيتس‘ المجانية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء قولا منسوبا للناطق الرسمي باسم 'الشريعة لهولندا‘ يدعى أبو حمزة أن النبي محمد تعرض أيضا للمضايقة إبان الدعوة. إلا أن مصطفى أعراب لا يرى وجه شبه بين ما تعرض له النبي في مكة في بدايات الرسالة، وبين ما يقوم به هؤلاء الشباب "اليائس"، بحسب قوله، لأنه "عمل صبياني": "أعتبر مثل هذه الأنشطة عملا صبيانيا محضا. ما تعرض له الرسول في بداية الدعوة بمكة شيء يختلف تماما وجذريا عما يقوم به هؤلاء الشباب. أعتقد أن هؤلاء الشباب يأخذه الارتجال والحماس والحزن والاندفاع وما إلى ذلك، ثم ردود فعل تتحول لمثل هذه الأنشطة". يعتبر الشباب الذين اقتحموا مكان الندوة التي دعيت إليها الكاتبة الكندية من أصل باكستاني إرشاد مانجي والبرلماني الهولندي من أصل مغربي توفيق ديبي الأسبوع الماضي، أن هذين الشخصين أهانا نبي المسلمين، وهو أمر لا يمكن التهاون فيه أبدا. "قد يجوز ذلك في الديمقراطية والقانون، ولكننا لا نعترف بهما"، يقول أبو حمزة وفقا لصحيفة 'سبيتس‘ المذكورة. ولذلك وعد هذا التنظيم الذي بدأ ينشط في هولندا منذ أكثر من عام، بمضاعفة هذا النوع من الاحتجاجات. إعادة تأهيل ما جرى الأسبوع الماضي في أمستردام رأى فيه جهاز المخابرات الهولندية المعروف اختصارا ب (AIVD) سببا كافيا ل "اليقظة" ووضع تنظيم 'الشريعة لهولندا‘ – وهو تنظيم غير محظور – تحت المراقبة الشديدة. أما الحزب الديمقراطي المسيحي المشارك في ائتلاف حكومة الأقلية الهولندية فيرى أن قانون مكافحة شغب الملاعب الذي دخل حيز التنفيذ منذ بضع سنوات، كفيل بصد شغب مثل هذه الجماعات الإسلامية الراديكالية. ويوضح النائب كوسكوم شوروز نوع الإجراءات التي يمكن اتخاذها بناءا على قانون مكافحة شغب الملاعب مثل حظر دخول السلفيين الراديكاليين الأماكن التي تنظم فيها أنشطة ليست لهم، وعدم السماح للراديكاليين من بلدان أخرى مثل أعضاء تنظيم 'الشريعة لبلجيكا‘ من الدخول لهولندا وكذا إجبارهم على إعلام أجهزة الشرطة عن أماكن وجودهم. بيد أن الدكتور مصطفى أعراب لا يعتقد في نجاعة استنساخ قانون مكافحة شغب الملاعب وتطبيقه على من تطرف من الشباب المسلم. ويرى على العكس أن إعادة تأهيل هؤلاء الشباب هو الجواب عن مثل هذه التصرفات المنافية للقانون، وأن "في هولندا ما يكفي من المبادرات الاجتماعية للتأثير على الشباب وتحويل أفكاره عن مثل هذه الأنشطة". كما يدعو إلى "عدم التسرع في إصدار مواقف سياسية متهورة أكثر من تهور هؤلاء الشباب". ينشر باتفاق شراكة مع إذاعة هولندا العالمية