بعد رفض نزار البركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، تعويض تدريس المواد العلمية، في مراحل الثانوي، باللغة الفرنسية بدل اللغة العربية، المعتمدة حاليا في هذه المستويات الدراسية باستثناء الجامعات، واصفا الأمر بالإجرام في حق التلاميذ، دخل عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، على خط هذه المسألة، مبديا مساندته الإبقاء على تدريس هذه المواد باللغة العربية. بنكيران، وفي تسجيل بث على صفحته الرسمية بفيسبوك، نشر منتصف ليلة البارحة، أكد أن قضية لغات التدريس بالمغرب يتم إثارتها على نحو ملتبس وغير واضح، محملا اللوبي الفرنسي، وفق تعبيره، مسؤولية إثارة هذا الموضوع.
وعاد بنكيران إلى الظروف التي تم فيها اعتماد اللغة العربية في تدريس المواد العلمية في التعليم، مشيرا إلى أن اعتماد اللغة العربية كان لأسباب مرتبطة بضعف تحصيل التلاميذ، “حيث من أصل 1000 تلميذ في مرحلة الابتدائي كان 7 منهم فقط يحصلون على البكالوريا”، ، مشيرا أيضا إلى أن عدد الأساتذة الذين كانوا يجيدون الفرنسية كان منخفضا بدوره. وأوضح الأمين العام السابق للعدالة والتنمية أن “انسحاب الفرنسيين دفع المغرب إلى اعتماد اللغة العربية في التدريس، لأن إمكانات المغرب كانت تسمح بذلك فقط، والآن يريدون فرض الفرنسية من جديد، رغم أن أولادنا يدرسونها طيلة مراحل التعليم ويصلون الباكالوريا وهم لا يعرفون الفرنسية”. وتابع بنكيران أن ” إعادة فرض الفرنسية دون التوفر على الأساتذة المؤهلين لتدرس المواد العلمية بها، هو حكم على منظومتنا التربوية بفشل أكبر، ونحن غير متفقين مع هذا الأمر، وهو غلط، ومخالف لاستراتيجية الملك”. وتوقف بنكيران عند الأصوات التي تعتبر أن تدهور التعليم راجع إلى التدريس باللغة العربية، قائلا:” على المستوى العلمي لم يتبين أن تدهور التعليم راجع إلى التدريس باللغة العربية، ويكفي أن ننظر إلى إسرائيل وهي تدرس العلوم باللغة العبرية وهي ابنة عم اللغة العربية”. وفيما يخص مشروع قانون الإطار الخاص بمنظومة التربية والتكوين في بالبرلمان، أشار بنكيران إلى أن الصيغة التي كان عليها أول الأمر مخالفة لصيغته الأخيرة، معتبرا أن النص الحالي فيه لف ودوران ومكر، وفق تعبيره، مشددا على أن من حق البرلمان تعديل هذا النص. “في البرلمان وجدنا أنفسنا أمام صيغة مختلفة تماما، وجدنا شيء آخر، نص معناه أننا سندرس المواد العلمية بالفرنسية فقط”، يقول بنكيران. ومضى متابعا: “اللوبي الفرنسي يبدو أنه مفرنس أكثر من الفرنسيين، ويدافع عن مصالح فرنسا أكثر من الفرنسيين، والحقيقة هو أنه لوبي قوي، لكننا نحن لسنا دولة بدون لغة أو لا تاريخ لها، هذه مؤامرة، وهم يريدون إبعادكم عن هويتكم الإسلامية العربية الأمازيغية”.