في الوقت الذي تُظهر فيه أغلب استطلاعات الرأي، المنجزة حول آراء المواطنين المغاربة بشأن مجموعة من القضايا الأساسية، تذمرا واضحا لدى معظم المواطنين، كشف استطلاع رأي جديد، أخيرا، مؤشرات إيجابية حول تصور المغاربة بخصوص تقدم المغرب. الاستطلاع الجديد تم إنجازه من طرف جريدة “ليكونوميست” المغربية، بشراكة مع مجموعة “سُنرجيا للدراسات”، وشمل عينة بحثية في حدود 1000 مستجوب، 51% منهم نساء، في حين 49% منهم رجال، بالإضافة إلى اعتماده تمييزا بين ساكنة المجال الحضري وساكنة المجال القروي، حيث كان عدد الذين تم استطلاع آراءهم من المجال الأول في حدود 60%، بينما المجال الثاني استقرت الآراء المستطلعة فيه 40%، كما غطى الاستطلاع معظم جهات المملكة.
النسب المئوية المستخلصة في الاستطلاع كانت بناء على سؤال واحد طرح على جميع المستجوبين، وتمثل في سؤال حول رأي المواطنين المغاربة بخصوص تقدم المغرب، وتمت صياغته على هذا النحو:” هل لك نظرة إيجابية لتطور المغرب؟”. وأظهر الاستطلاع ميلا طفيفا لكفة المتفائلين بشأن سؤال تقدم المغرب، حيث أبدى 53% من المستجوبين نظرة إيجابية حول هذا السؤال، في حين لم يشاطر 32% من العينة البحثية السؤال المطروح من خلال الإجابة بالنفي، مقابل 15% من المستطلَعين الذين فضلوا عدم الحسم في الإجابة بشكل نهائي، مفضلين خيار “لا أعلم”. وكشف الاستطلاع معطيات مفاجئة فيما يخص التمييز بين آراء الرجال والنساء، ففي الوقت الذي أبدى فيه 56% من الرجال رأيا إيجابيا حول سؤال تقدم المغرب، فإن نسبة النساء اللائي يملكن رأيا مشابها فاستقرت في نسبة 50% فقط. من جهة ثانية، أسفر توزيع الاستطلاع على ساكنة المجال الحضري، مقابل ساكنة المجال القروي، عن معطيات لافتة أيضا؛ فقد تجاوزت نسبة القرويين المغاربة المتفائلين بشأن تقدم المملكة نسبة المدِنيين، محتلين على التوالي نسبة 56% بالنسبة للقرويين، في حين نسبة سكان المدن المتفائلين استقرت في نسبة 52%. إلى ذلك، اختلاف الفئات العمرية المستجوبة كشف أيضا اختلافات في النسب المئوية العامة، إذ كان للفئة العمرية الشابة ما بين 15 و42 سنة رأيا سلبيا تجاه سؤال تقدم المغرب (43%)، مقابل تفاؤل كبير للفئات العمرية المصنفة في 55 و64 سنة (61%). جدير بالذكر أن الاستطلاع تم إنجازه خلال السنة الماضية، وتحديدا ما بين 10 و15 أكتوبر 2018، من خلال إجراء اتصالات هاتفية مع أكثر من 5000 شخص، على أن العينة البحثية النهائية نهازت 1000 مستجوب.