مع قرب الانتخابات التشريعية و حملاتها الصاخبة، أبت بعض القيادات السياسية التي كثيرا ما أزعجتنا بموال التغيير و التشبيب و تخليق الفعل السياسي و العمل القاعدي و غير ذلك، أبت إلا أن تنفرد لنفسها بقرارات منح أو رفض التزكية ضاربة عرض الحائط كل اختيارات وآمال القواعد في التغيير وتقديراتها التي تظل أقرب إلى حقيقة ماضي ونوايا المتقدمين بطلب التزكية وكذا مصلحة الحزب. يظل من الصعب جدا على أي هيئة سياسية مركزية لأي حزب الإحاطة بسيرة طالبي التزكيات بفعل البعد و العدد،فتبدو تبعا لذلك مسألة مصادقة أو رفض المكاتب المحلية، فالإقليمية ثم الجهوية ضرورية قبل التأشير النهائي بالإيجاب على هذا الاسم أو ذاك. لقد كانت عملية منح التزكيات خبثا سياسيا بينا ومفضوحا أفقد الكثير من المناضلين الشرفاء الثقة في الإطارات السياسية التي ينتمون إليها حيث تم استبعادهم رغم رصيدهم النضالي مع هذا الحزب أو ذاك،مقابل استقدام عناصر لا تربطهم بالحزب رابطة بل و لهم انتماءات أخرى إلى آخر اللحظات. لقد كانت التزكيات مسألة مزاجية أو مسألة مصالح يجهل الكل تفاصيلها عدا الشرذمة التي تبث في منح أو رفض بل و سحب التزكية بعد منحها. أين رأي القواعد إذا في قرارات منح التزكية أو رفضها؟ لنقل و بكل صراحة مريرة أننا أصبحنا أمام لعبة قذرة وضحك على الذقون. فالظاهرة لم تطل هذا اللون السياسي دون ذاك،بل أصبحت سارية على مجمل إن نقل كل الأطياف السياسية المغربية . أين نحن من تخليق العمل السياسي يا ساسة؟ إذا كانت السياسة مكرا فان المكر – إن قبلنا به على مضض- يكون في مواجهة الخصوم، وها أنتم اليوم توجهون سهام مكركم نحو قواعدكم بقرارات انفرادية، فوقية وغير مدروسة. أدركنا اليوم أن السياسة ليست حيلة فقط، بل حيلة وخديعة وسحبا للبساط من تحت أرجل الآخرين،عرفنا أنه لا يمكن للإنسان أن يكون سياسيا محنكا إلا إذا توفرت فيه شروط النفاق و الغدر والكذب وباقي المواصفات ذات الصلة. عفوا أيها الساسة إن قلت أني لن أحترم أيا منكم بعد اليوم لان انفصام الشخصية عنصر ضروري في سيرتكم لشغل الكراسي التي تتهافتون عليها و تحتفظون بها إلى أن ينال منكم الخرف والعته الذين تنتهون إليه. اليوم أدركنا أنكم من يزرع بذور اليأس في الشباب ويفسد علينا المشهد السياسي.