خرج الآلاف في مظاهرات حاشدة في العاصمة السودانية الخرطوم وغيرها من مدن البلاد تطالب بتنحي الرئيس عمر البشير عن السلطة. وشهدت مناطق كبيرة في مدن العاصمة الثلاث أم درمانوالخرطوم وبحري احتجاجات شعبية ردد فيها المحتجون شعارات مناهضة للحكومة. وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين قبل أن تعتقل السلطات الأمنية عددا من المتظاهرين. كما أفاد شهود عيان بخروج احتجاجات في ذات التوقيت في مدينتي القضارف وبورتسودان في شرق البلاد. ويشهد السودان منذ 19 دجنبر الماضي، حركة احتجاجية بدأت بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، في بلد يعيش ركودا اقتصاديا. والتظاهرات شبه اليومية التي يردد خلالها المحتجون هتاف “حرية سلام عدالة”، تحولت بسرعة ضد سلطة الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ توليه السلطة على أثر انقلاب في 1989. وتفيد حصيلة رسمية أن 26 قتيلا سقطوا في هذه التظاهرات فيما تلقي السلطات باللوم على محرضين تقول إنهم تسللوا بين صفوف المتظاهرين. لكن منظمات حقوق الإنسان تؤكد إن أكثر من 40 شخصاً من بينهم عاملون في المجال الصحي قتلوا في اشتباكات مع قوات الأمن منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 ديسمبر وأثارت حملة السلطات الأمنية انتقادات بريطانيا وكندا والنروج والولايات المتحدة التي حذرت الخرطوم من “تداعيات” ما تقوم به على العلاقات مع حكوماتها.