فتتحت، اليوم الجمعة بقصر المؤتمرات بالصخيرات، أشغال اللقاء الوطني الأول للعالمات والواعظات والمرشدات، المنظم تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ويأتي هذا اللقاء، الذي يستمر ثلاثة أيام، ليؤكد على العناية التي يخص بها أمير المؤمنين المرأة واندماجها في المجتمع وفي مقدمته المؤسسات الدينية، بحيث أصبح المجلس العلمي الأعلى يضم أربع عالمات وكل مجلس علمي محلي يضم من بين أعضائه عالمة أو أكثر، كما يعمل البرنامج الخاص بتكوين الأئمة والمرشدات على تكوين 50 مرشدة سنويا، مما يمثل ربع الأطر الدينية حديثة التكوين.
ويحتوي برنامج اللقاء، الذي تشارك فيه حوالي 600 عالمة ومؤطرة دينية، على مجموعة من المواضيع تحدد الإطار النظري لعمل المؤطرة ومؤهلاتها وإبراز الأدوار التي تقوم بها والغايات الاجتماعية المرجوة من التأطير الديني والوثائق العلنية المطلوبة لاشتغالها.
وستعمل المشاركات في هذه التظاهرة على تحديد أولويات التأطير الديني للنساء، والثقافة التي يجب أن تتوفر في المؤطرة لإنجاز مهمتها بتوافق مع أسس السياسة الدينية المغربية الداعية إلى إدماج الشأن الديني كمرجع للاستقامة والترشيد.
كما سيناقش الجمع التصورات الأولى لعمل المؤطرة والمادة المعتمدة وتوحيد المضامين وتشجيع المبادرة الفردية مع التنسيق بين المجالس العلمية في هذا المجال، وكيفية التعامل مع المجتمع المدني ومكوناته، إضافة إلى مدارسة مسألة وعظ النساء للرجال والتكوين المستمر للواعظة والمرشدة واستعمال وسائل الإعلام والاتصال بين المؤطرات.
ومن المقرر أن يحدد هذا اللقاء الإطار العام لعمل المؤطرة الدينية ومرتكزاته القانونية والهيكلية من أجل احترام تخصص المؤسسات وتطوير سياسة القرب التي أعلن عنها أمير المؤمنين في خطابه السامي بتطوان الخاص بميثاق العلماء.
وتميز افتتاح هذا اللقاء الوطني، بالرسالة الملكية السامية التي وجهها أمير المؤمنين للمشاركين فيه، والتي تلاها وزير الاوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق.
ودعا جلالة الملك أمير المؤمنين، في هذه الرسالة السامية، الأجهزة والمؤسسات الدينية إلى العمل على تجديد خطابها والارتقاء بأدائها، ليواكب ما يشهده المجتمع المغربي من حركية، وما يعرفه من تطور فكري وثقافي وما يعيشه العالم من تحولات متسارعة.
وأبرز الخطاب السامي الاهتمام الذي ما فتئ يوليه جلالته كأمير للمؤمنين، لصيانة الأجهزة والمؤسسات الدينية وتفقد أحوالها، وفي مقدمتها مساجد الله وبيوت عبادته باعتبارها قبلة للمصلين ومنارة للهدى وموعظة للمؤمنين.
وأكد جلالة الملك أن أي تنمية للإنسان لا تأخذ بعين الاعتبار بعديه الروحي والجسدي، تظل ناقصة وبدون جدوى، وبالتالي لن يتحقق معها التوازن المبتغى والإصلاح المنشود.