قالت فتيحة القرشي، إحدى الزوجات الفائزات المرشحات للمشاركة في مهرجان زواج درب السلطان بالدارالبيضاء، إن هذا العرس حقق أحلام 10 أزواج شباب متحدرين من أسر فقيرة خصوصا أنهم كانت تعيقهم ظروفهم المادية في إحياء حفل الزواج، خاصة في ظل الغلاء الذي يسجل في جميع المنتوجات. أوضحت القرشي ل"المغربية" أن الغلاء أشعل النار في أسعار المواد الخاصة بتحضير حفلات الزواج، وأدى إلى حرمان عدد من الشباب من تنظيم حفل الزواج، مشيرة إلى أنها بدورها من أسرة فقيرة، وظروفها المادية لا تسمح لها بتنظيم حفل زواجها، وأن مبادرة مهرجان زواج درب السلطان أدخلت الفرحة على أسرتها، خاصة أنها كانت ستحرم من إشراك عائلتها "فرحة أهم يوم في حياتها الزوجية". وأضافت القرشي أن نار الغلاء مازالت تلاحق العقار، لأنها لم تتمكن بعد من توفير الشقة التي ستعيش بها إلى جانب زوجها، موضحة أن "شقق الكراء نادرة، ويصعب وجودها بالسعر، الذي يناسب دخل الزوج". بدوره، قال خالد عبد العالي، 43 سنة، أحد العرسان المشاركين في المهرجان، ل"المغربية" إن فكرة الزواج الجماعي في حي شعبي سترفع من حيوية وفرحة المشاركين، خاصة سكان درب السلطان معروفون بتشبثهم بالأعراف والتقاليد المغربية، التي تتميز بالتعاون والتضامن في جميع المناسبات، خاصة الأفراح. وأوضح أن فوزه في المشاركة في المهرجان أعفاه من تكاليف حفل الزواج، التي تشكل عبئا على المقبلين على الحياة الزوجية، خاصة في ظل ارتفاع أسعار بعض المواد التي تسجل إقبالا من طرف المواطنين في فصل الصيف، بسبب كثرة الحفلات. كما أشار إلى أن التكاليف التي كان خصصها لحفل زواجه سيوفرها ليجهز بها شقته. أما خالد بكري، المزداد سنة 1971، الذي يعتمد في حياته اليومية على العمل المتقطع "البريكول"، فاعتبر "عرس درب السلطان نموذج للتعاون والتضامن بين المغاربة" الذين دأبوا على مشاركة بعضهم في إحياء حفلات بعض المناسبات، مثل الزواج، موضحا أن الأعراس في الأحياء الشعبية تتميز بمشاركة الجيران في تحضيرها. ومازالت بعض النساء، حسب بكري، يقمن بالدور الذي أصبح من مهام ممول الحفلات، حاليا، بحيث يحضرن الحلوى، ويعرن بعض الأجهزة المنزلية، بل ويوجد من بين الجيران من يجعل من منزله فضاء لإحياء الحفل، خاصة إذا كانت مساحته واسعة. وانطلاقا من تجربة حفلات المهرجان السابق، يقول بكري، إن إحياء الحفلات في كل من ساحتي الأمل وكراج علال تخلق حيوية خاصة بين سكان الأحياء المجاورة لها، إلى جانب الفرحة التي يشعر بها العرسان. وأوضح سعيد الناصري، رئيس جمعية زواج درب السلطان في ورقة تقديمية ضمن الملف الصحفي، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن الإبداع، والتنوع، هما عنوانان بارزان للدورة الثانية لمهرجان زواج، الذي سيحتضن في جو مفعم بالفرحة والابتهاج عدة أنشطة احتفالية بعشرة عرسان، جرى اختيارهم بناء على معايير دقيقة من بين الأسر ذات الدخل المحدود بدرب السلطان بالدارالبيضاء، موضحا أنه على أربعة أيام، سيمنح هذا الحي التاريخي والمرجعي لجماهير المتتبعين الباحثين عن لحظات المتعة والترفيه برنامجا غنيا ومتنوعا من الأنشطة الفنية والاجتماعية والثقافية والرياضية، على إيقاع السهرات الفنية والجوائز التحفيزية والمعارض. ويقترح هذا الحدث في عيد ميلاده الثاني، حسب المصدر نفسه، برمجة نوعية على شتى المستويات تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتتيح لقاءات استثنائية تحتفي بقيم الفن والثقافة. ويعتبر هذا الموعد المقام تحت شعار"زواج: محبة و تضامن"، حسب منظميه، "زمنا احتفاليا، يسعى إلى المساهمة الفعالة في تنمية القيم الاجتماعية والمجتمعية وتثمين أعراف ومقومات درب السلطان، مع خلق دينامية وجو فريد يتسم بالحميمية والتآخي في غمرة مختلف الأنشطة المقترنة بالزواج". ويواصل هذا المهرجان-الملتقى رسالته التنموية وأهدافه المتوخاة، بشراكة مع جميع المؤسسات العمومية والخصوصية، التي وفرت كل شروط الدعم والتحفيز. وتنظم جمعية زواج درب السلطان الدورة الثانية للمهرجان ما بين 2 و5 يوليوز المقبل، بشراكة مع عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، ومجلس مدينة الدارالبيضاء، ومجلس جهة الدارالبيضاء الكبرى، ومجلس عمالة الدارالبيضاء، ومقاطعة الفداء، ومقاطعة مرس السلطان وشركاء آخرين من القطاعين العام والخاص. وتتميز هذه الدورة بالاحتفال بزواج عشرة عرسان مختارين من الأسر الفقيرة بدرب السلطان. ويشارك في إحياء البرنامج الفني لهذه الدورة عدد من رموز الأغنية المغربية بكل من ساحة ابراهيم العلمي (ساحة الأمل سابقا) ومقر جهة الدارالبيضاء الكبرى، خاصة نعيمة سميح، وعائشة تاشينويت، وسعيد مسكي، ومحمد رويشة، وزينة الداودية، وفاطمة تحيحيت، وناس الغيوان، ومسناوة، وسعيدة شرف، ومحمد الادريسي وآخرين. إلى جانب الحفلات الموسيقة والعروض الفكاهية، سيشمل البرنامج أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية، خاصة ندوة فكرية، ومعارض، وفروسية، ومسابقة تجويد القرآن، وتوزيع الجوائز على التلاميذ المتفوقين بمختلف المؤسسات التعليمية العمومية بدرب السلطان، وحملة طبية لفائدة الآباء والأطفال، ومسابقة أحسن علم وطني منسوج باليد، ومسابقة الأحياء النظيفة، ومسابقات في الحلاقة والتجميل والنكافة، ومسابقة في فن الطبخ، ومسابقة في رياضة سباق الدراجات، والملاكمة النسائية، والعدو الريفي. يتمحور هذا المهرجان باعتباره حدثا للقرب حول قيم التضامن و التماسك الاجتماعي والمحافظة على الذاكرة الجماعية، وهو مناسبة سانحة للمساهمة في توطيد الحوار بين المواطن ومحيطه مع إحياء تاريخ وملاحم درب السلطان كحي أسطوري.