"إن الشاب عموما يرفض أن يغامر بالدخول في علاقة زواج، وهو لا يزال في وضعية اقتصادية غير مستقرة أو اجتماعية غير واضحة الآفاق، فسعي الفرد وراء البحث عن موارد مالية يضمن بها حياته والظروف المناسبة لحياة مناسبة، سواء له أو لأفراد أسرته، قد يتطلب الاستعداد لها مدة زمنية قد تصل إلى ثلاث سنوات أو أكثر، وقد تصل إلى 10 سنوات ..." علي شعباني، أستاذ باحث في العلوم الاجتماعية "" " وراه كاينة ظروف " ، اللازمة التي يرددها المطرب الشعبي ، الأكثر متابعة على المستوى المحلي ، في إحدى أشهر أغانيه الشعبية المتداولة ، على مستوى الأشرطة المقرصنة ،ربما قد تكون ، خير معبر ، عن الأسباب الحقيقية وراء ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج و عنوسة الفتيات ، والبحث عن بدائل أخرى ، مهما كان الثمن ، للخروج من عنق الزجاجة التي تخنق العديد من الشباب والشابات ، الدين فاتهم قطار الزواج ، لغير قليل من الوقت . ف" الزواج الأبيض" ،إلى وقت قريب ، قد أنقد العديد من الشابات والشباب ، من زمن الانتظار ، انتظار الذي يأتي أو لا يأتي ، فيما الأيام تمر سراعا ، والحظوظ تقل ، كلما تقدم الفرد في العمر . تعددت ، إذن ، السبل والوسائل ، للخروج من أزمة " العنوسة " الخانقة ،وبأقل الأضرار ، لكن ، يبقى شبح الظاهرة ، يرخي بكلكله على العديد من الشباب الدين وجدوا أنفسهم أسيري الضائقة المالية جراء إنعدام فرص الشغل ،غلاء مستوى المعيشة ،ارتفاع الأسعار، أزمة السكن ، ومتطلبات الحياة التي لا تنتهي إلا لتبدأ. فالإكراهات المادية ، تكون في أغلب الأحيان ، من وجهة نظري ، على الأقل ، هي السبب الرئيس ، في عدم إقبال الشباب المغربي على الزواج ، إلى جانب عوامل أخرى ، أقل حضورا ، كالتحرر ،حرية العلاقات الجنسية قبل الزواج ، ارتفاع نسبة الخيانة الزوجية ، انتشار ظاهرة العري والتفسخ الأخلاقي ..إلخ . ولأن الاختراعات العظمية ، تولد من الحلم ، كان طبيعيا ، أن تتمخض معاناة وألام العديد من الشباب المغربي ،عن مهرجان "زواج درب السلطان " ، الذي سنستقبل ، دورته الثانية ،أيام 2،3،4 و5 يوليوز المقبل ، بدرب السلطان . المهرجان ، كما جاء ، على لسان منظميه ، جاء ليحل جزء من المشاكل المتراكمة ،التي تعتصر غير قليل من الشباب ،بإحياء عرس جماعي ، ل10 أزواج يعانون ضائقة اليد وضيق الأفق . لكن ، هل بمهرجان " زواج درب السلطان " ، نكون قد وجدنا الحل الجذري للظاهرة ، أم أنه بداية لأزمات جديدة ، قد لا تتطلب كثير وقت ، لتكشف عن نفسها ، هي الأخرى ، وبأوجه أكثر بشاعة ؟ا فالشاب العاطل عن العمل ، لا يحتاج إلى حضن يدفئ لياليه البادرة ، بل يحتاج ، أولا وأخيرا ، إلى عمل يحفظ له كرامته ، إلى سكن لائق وحياة كريمة وظروف صحية جيدة ، لتأتي بعدها الزوجة فالأولاد وليس العكس . مهرجان " زواج درب السلطان " ، أخطأ طريقه ، إلى قلوب الشباب ، فهم أدرى بواقعهم المزري ، الذي يضيق بهم ، جراء الظروف الاجتماعية القاهرة التي ترزح تحتها ، العديد من الأسر ذات الدخل المحدود بله التي لا دخل لها على الإطلاق . الشباب المغربي ، لا تحتاج ، إلى حلول ترقيعية ولا إلى برامج تلفزية ك" لا لة لعروسة " التي تخفي أكثر مما تظهر ، عن الوجه الحقيقي للشاب المغربي ، الممزق بين متطلبات الحياة الباهضة و قلة الحيلة . لنستمع إلى الفتيات اللواتي ، تحدثن إلى إحدى الصحف الوطنية ، نهاية الأسبوع الماضي ، عن مقاييس فارس أحلامهن ، وعن الأشياء التي يفضلن توفرها فيه ، وعن العوامل الحاسمة في ترجيح كفة العريس ، كلهن أجمعن ، على أن يكون فارس أحلامهن " مرتاحا ماديا " وأن يكون " وضعه المادي مستقرا " فيما أن يكون "متخلقا " ، " مقبول الشكل " ،" طيبا " ، أقل حضورا ضمن معايير اختيار شريك الحياة . فليس بالحب وحده يحيا الإنسان ، فللخبز أحيانا طعم ، لا يتذوقه إلا من تعذرعليهم الحصول ،عليه لسبب من الأسباب ، ولعل آفة العطالة أبرزها ، على الإطلاق . هامش : ستنطلق فعاليات مهرجان " زواج درب السلطان "في نسخته الثانية من 2 إلى 5 يوليوز المقبل تحت شعار " زواج المحبة والتضامن " وذلك بساحة الأمل بدرب السلطان / الدارالبيضاء.