الريصاني/ 25 أبريل 2013 / و م ع / انطلقت، أمس الجمعة بالريصاني، فعاليات الدورة التاسعة عشرة لملتقى سجلماسة لفن الملحون " دورة ادريس بنعلي المالكي"، الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام وزارة الثقافة بشراكة مع عمالة اقليمالرشيدية. وفي كلمة خلال افتتاح هذه التظاهرة الثقافية ، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أكد عامل الاقليم السيد أحمد مرغيش أن فن الملحون يشكل رافدا من روافد الثقافة المغربية ويختزل كل مقوماتها ويلامس كل القضايا الانسانية في تجلياتها المختلفة، مضيفا أنه على غرار الدورات السابقة سيكون الجمهور على موعد مع الفرجة واعادة اكتشاف موسيقى وفن الملحون. وأبرز، في هذا الاطار، أهمية الاعتناء بهذا الموروث الثقافي وتوثيقه وتدوينه باعتباره يشكل ديوان المغاربة، مشيرا إلى أن هذا الملتقى يشكل مناسبة لتسليط الضوء على هذا اللون الابداعي وتشجيع المواهب الشابة واعطاء الفرصة لمبادرات التجديد والابداع مما سيعطي قيمة مضافة للساحة الثقافية بالمنطقة. من جهته، أكد المدير الجهوي لوزارة الثقافة بجهة مكناس تافيلالت أن هذا اللقاء الثقافي يشكل مناسبة سنوية لتجديد الصلة مع رجال ونساء فن الملحون الذين أغنوا بإبداعاتهم التراث المغربي، كما أنه يعد محطة فنية وثقافية متميزة في النسيج الثقافي المغربي، تروم العناية بفن الملحون . وأبرز أن هذا الملتقى ترسخ مع مر السنين كظاهرة ثقافية وفنية كمحطة أساسية يحج اليها الفنانون والمهتمون والباحثون في دواليب هذا التراث، مشيرا الى عزم وزارة الثقافة مع شركائها على العمل على استمرار تنظيم هذا الملتقى ايمانا منها بكون هذه التظاهرة رسالة انسانية وفسحة مجالية تسعى للارتقاء بالأذواق. واعتبر المدير الجهوي أن كل دورة من دورات هذا اللقاء الثقافي تعد بمثابة وقفة تأمل لهذا الفن الاصيل للمحافظة عليه وابتكار السبل الكفيلة بالتعريف به وتوثيقه وتكريم شيوخه ليظل ماثلا للأجيال القادمة. وشكل الحفل الساهر خلال اليوم الأول من هذا الملتقى مناسبة لمحبي هذا الفن الاصيل لتجديد عرى الروابط مع ثقافته واكتشاف غنى هذا التراث الذي تزخر به منطقة تافيلالت التي تعتبر، في الاصل، مهد فن الملحون. وقد استمتع الجمهور الحاضر بالأداء المتميز لمجموعات "جوق منتخب فاس" و" جوق المجموعة الرودانية" و "جوق منتخب الجديدةأزمور" و و"جوق جمعية فضاء مكناس" التي أدت قصائد امتزجت فيها الجمالية والمتعة. وستتميز هذه الدورة، التي ستعرف تكريم عدد من شعراء فن الملحون وتنظيم معرض للمخطوطات والوثائق والآلات العتيقة، بمشاركة أجواق ومجموعات موسيقية معروفة على الصعيد الوطني في فن الملحون ، بالإضافة الى جوق النخبة الوطنية لفن الملحون الذي سيرافق خلال السهرة الختامية ثلة من أجود المنشدين والمنشدات ، وتنظيم مسابقة وطنية في الانشاد للاطفال أقل من 16 سنة وحفل تقديم ديوان الشيخ ادريس بنعلي المالكي. ويعتبر أول مركز لفن الملحون ، برأي المختصين ، منطقة تافيلالت التي انحدر منها أكبر الشعراء والنظام الذين مكنوا ، من خلال تنقلهم بين المدن المغربية الكبرى ، هذا الفن من الإشعاع والتطور بدعم من الحرفيين والصناع التقليديين، ولكن أيضا من خلال التواصل مع فنون أخرى. وبصفته تعبيرا عن ذاكرة جماعية عريقة، فإن الملحون الذي سيتم الاحتفاء به في مهده تافيلالت، يعتبر مرجعا في حد ذاته لثقافة شعبية مركبة يتعايش في ظلها الديني