من إعداد لحسن فاتحي: باحث في الثقافة والتراث الأمازيغيين رجب ماشيشي: باحث في اللغة والثقافة الأمازيغيتين
تخليداً لليوم العالمي للشعر الذي يصادف يوم 21 مارس الجاري أطر فضاء الياسمين للثقافة حفل توقيع وقراءة في إصدارات الشاعر والكاتب الأمازيغي الشاب عبد الحكيم بقي وذلك يوم أمس الموافق ل 17 مارس 2013، الحفل كان من تقديم رجب ماشيشي باحث في اللغة والثقافة الأمازيغيتين ولحسن فاتحي باحث في الثقافة والتراث الأمازيغيين كما عرف كذلك حضور مجموعة من الفاعلين الجمعويين ومصالح مختلفة كان أهمها رجال التعليم وأطر في مندوبية الصحة بالإضافة إلى الشاعر التنغيري الشاب "سمير أعطوش" الذي يعتبر رهان المبدعين الشباب في تنغير ألقى الباحثان كلمة الافتتاح التي كان أهم ما جاء فيها شكر فضاء الياسمين للثقافة الذي يسهر في كل ما مرة على النهوض بالوعي الثقافي بتنغير وحمله هموم تنظيم كل المبادرات الثقافية على نطاق الإقليم وخارجه، كما شملت المداخلات تقديم استفسار بسيط حول سبب تأجيل حفل تكريم الشاعر "عبد الحكيم بقي" الذي كان من المتوقع أن تحتضنه الثانوية التأهيلية صلاح الدين الأيوبي يوم الخميس الماضي 14 مارس والذي منع حسب ما أكده المتدخلان لأسباب مجهولة ألقوا فيها باللائمة على وزارة الداخلية التي تدخلت في آخر لحظة للضغط على مدير المؤسسة علماً أن جميع الإجراءات القانونية اتخذت مسبقاً وكانت تسير بشكل سليم وأن الحفل كان مجرد "تكريم لشاعر أمازيغي" ولم يكن تحضير "لانقلاب أو ما من شأنه أن يمس من هبة الدولة وسيادتها !!" وهو ما أثار الاستغراب وخلف استياء الكاتب والشاعر موضوع الإشكال من جهة والطرفين المقدمين ومعهم كافة الحضور من جهة أخرى. وبعد هذه الافتتاحية مباشرة تحدث الباحث لحسن فاتحي بإيجاز عن الشعر الأمازيغي باعتباره الذاكرة الحية للشعوب والمخزون الضخم الذي بفضله نكتسب ثقافة المجتمعات وكونه الإبداع الأدبي الذي يعكس لنا كمرآة وكصورة أحوال المجتمع ومختلف التحولات التي يعرفها، كما أشار إلى سياق هذا التكريم الذي يعتبر اعترافاً بقدرات ومواهب أبناء الجنوب الشرقي وقدرتهم على الإبداع ليناول الكلمة بعدها للباحث رجب ماشيشي الذي أكد بدوره على أهمية المشروع الثقافي بالجنوب الشرقي وضرورة العمل على تبني مخطط استراتيجي تنضوي في لوائه مختلف الإبداعات الأدبية والشعرية الأمازيغية والفنية وكل ما هو ثقافي لتنشد بفضله التنمية والرقي إلى الأفضل، كما ذكَّر هو الآخر بسياق تأطير حفل التوقيع والقراءة كأحد أهم أعمدة تشجيع الإبداع وخاصة الشبابي منه وباعتباره خطوة من أجل كسب رهان التعريف بالمبدعين وحث المسئولين على دعمهم والوقوف إلى جانب كل المبادرات الثقافية بالمنطقة وغيرها. وفي مداخلة للكاتب والشاعر الأمازيغي عبد الحكيم بقي الذي قدم لمحة عن تجربته الشخصية في الحياة وأحواله بعد أن دخل عالم الكتابة ونشأة فلسفة التأليف لديه متحدياً كل الظروف القاسية وكل الصعوبات المادية التي كانت تلاحقه منذ البداية ومشيداً أيضاً برجل أعمال كان له الفضل في رؤية النصيب الأكبر من مؤلفاته النور ولا تزال، داعياً إلى الاستمرار في دعم المبدعين الشباب والوقوف إلى جانبهم ودعم مختلف المبادرات الثقافية، وبين الفينة والأخرى وخلال الحفل شارك الشاعر المبدع الشاب ابن مدينة تنغير "سمير أعطوش" بقراءات شعرية من ديوانه الشخصي أتحف بها مسامع الحضور الذي تفاعل معها بحرارة ونوه بهذه المشاركة وإبداعات الشاب التي يجب أن تجد طريقها للتأليف وداعين له بالدعم المادي والمعنوي للاستمرار في مسيرته الثقافية والإبداعية وبعده ووقوفاً على مضامين "المؤلفات" أي "الإصدارات الأربعة" واحدة بعد أخرى كما جاءت على لسان الكاتب والشاعر ومن خلال القراءة النقدية للباحثين بإيجاز اتفق الجميع على أن الشعر عموماً هو الخزانة التي تؤرخ للشعوب وتعبر عن مختلف الأنماط المعيشية وكذا أحوال المجتمع في مختلف الأزمنة والأمكنة مؤكدين في الوقت نفسه على أن من بين أهم سمات كتابات وإبداعات الشاعر والكاتب عبد الحكيم بقي هو قدرته على الموافقة والمزج بين السرد والشعر على شكل قصائد شعرية أمازيغية مكتوبة بالحروف اللاتينية وحرف تيفيناغ وهي تسرد أحداث واقعية من الماضي أو خيالية، إضافة إلى تميزه في الرواية التي خاض تجربته الأولى برواية تحت عنوان "أَبَادِيرْ وَارْ تادُونْتْ Abadir war tadunt" وهي للإشارة من الأنماط الأدبية المحتشمة والقليلة في الجنوب الشرقي وفي ختام حفل القراءة والتوقيع الذي أطره فضاء الياسمين للثقافة وجميع أعضائه نوه الجميع بهذه البادرة الحسنة والتي مثلت تجسيداً لاحتكاك مباشر ونافذة واضحة يتم من خلالها تقريب الشعراء والأدباء ومختلف الكتاب من محيطهم كما التعريف بإنتاجاتهم وإبداعاتهم الثقافية وكذا تشجيع كل المواهب والإبداعات الشبابية التي يكتنزها الجنوب الشرقي