يومه الخميس 10 يناير 2012 قام طلبة الاجازة المهنية "السياحة والتراث والتنمية المستدامة "بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية ،بتأطير من الدكتور مصطفى تيليوا بزيارة الى متحف سجلماسة ملتقى الحضارات الذي يحتضنه مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث .المتحف الذي يعد الأول من نوعه حيث يضم بين جنباته مجموعة من الصور والادوات والأزياء التقليدية لمختلف المكونات الثقافية والعرقية التي تؤثث إقليمالرشيدية.
زيارة شملت مختلف فضاءات المتحف ،أولى الفضاءات كان الفضاء الذي يضم مجموعة من صور سلاطين الدولة العلوية بدءا بالمولى علي الشريف جد الاسرة العلوية ووصولا الى الملك محمد السادس نصره الله.فضاء آخر تمت زيارته وهو فضاء التراث الواحي الذي يضم مجموعة من الادوات والاواني المستعملة في هذا المجال، معظمها صنعت من أخشاب النخيل التي تميز المنطقة،الفضاء الموالي كان فضاء الازياء التقليدية الغني بمختلف الازياء التي تميز كل عرق من مختلف الاعراق التي يتشكل منها الإقليم.ليتم الانتقال الى فضاء يعتبر من أهم مكونات الثقافة المحلية الا وهو فضاء تراث الطوارق هذا العنصر الذي يعتبر احد اهم المكونات الثقافية التي يزخر بها الإقليم ،فضاء يجسد الثقافة الصحراوية وحضورها الوازن داخل المنظومة الثقافية للإقليم. ،ليواصل الطلبة جولتهم داخل المتحف حيث تم المرور على فضاء التراث اليهودي ، فضاء يحتوي على مجموعة من الصور و بعض منتجات الصناعة التقليدية اليهودية التي تؤرخ للوجود اليهودي بمنطقة تافيلالت الكبرى.
الفضاء الموالي كان فضاء موسيقى البلدي هذا النوع من الموسيقى الذي تتميز به منطقة الرشيدية ،حيث يضم صورا لكوكبة من ابرز رواد هذا الفن وعلى رأسهم مولاي علي بلمصباح (مولاي علي الفيلالي) ،ومحمد باعوت (با محمد) رحمة الله عليهما ،بالإضافة إلى ذلك فهذا الفضاء يضم أيضا مجموعة من الآلات التي تستعمل في عزف هذا الفن الاصيل. فضاء التراث الكناوي كان الفضاء ما قبل الاخير الذي زاره الطلبة ،فضاء يقدم تعريفا شاملا لمختلف مكونات هذا العنصر الذي يمزج الروح الإفريقية بعبق التراث المحلي من خلال صور وأدوات موسيقية لمختلف المجموعات الكناوية التي تنتشر عبر ربوع الإقليم (مدغرة، كلميمة، تنجداد وخملية). الفضاء الاخير كان فضاء صور لمجموعة من قصور المنطقة ،قصور تشهد على علو كعب ساكنة المجال الواحي في مجال البناء والمعمار التقليدي وذلك لما تكتسيه هذه القصور من مواصفات تمكن الساكنة من التكيف مع مختلف الظواهر الطبيعية التي يعرفها الإقليم. وفي خضم هذه الزيارة قدمت للطلبة مجموعة من الشروحات حول كل فضاء ...حيث أبدى الطلبة تجاوبا كبيرا مع مختلف الشروحات , من خلال طرحهم لمجموعة من الأسئلة والتساؤلات التي تنم عن اكتسابهم لمهارات وخبرات لا باس بها في مجال السياحة الثقافية , ودور المتاحف في دعم هدا النوع من السياحة. الطلبة أيضا كان لهم موعد مع عرض بعنوان"المتاحف:ماهيتها،وظائفها وأهميتها في خدمة السياحة الثقافية"قام به خريج الدفعة الثانية من مسلك الاجازة المهنية السياحة والتراث والتنمية المستدامة محمد السلمي ،هذا العرض الذي جاء ليلقي الضوء على المتاحف والدور الكبير الذي تلعبه خصوصا في الميدان الثقافي ،حيث تمت الإشارة إلى مفهوم المتحف وكذا مختلف الأنواع التي تتكون منها المتاحف بالإضافة إلى مجموعة من أهم الوظائف التي يشغلها المتحف باعتباره أداة تعليمية تساعد على ربط الماضي بالحاضر في إطار تاريخي يهدف إلى التعريف بمخلفات الحضارات السابقة وذلك من خلال تجسيد الموروث الثقافي والشعبي ولما لا السياسي والاقتصادي حتى يتسنى للناشئة التعرف على تاريخ أجدادها والحفاظ عليه،لما للتاريخ من أهمية على مستقبل كل المجتمعات ، وكما يقال من لا تاريخ له لا حاضر له ومن لا حاضر له لا مستقبل له.
العرض ايضا قدم مجموعة من التوضيحات التي تروم كيفية استغلال المتاحف في خدمة السياحة وخصوصا الثقافية منها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التنمية السياحية ،وباعتبارها ايضا النوع السياحي الذي يراهن عليه الاقليم في اطار المقاربة الجهوية التي انخرط فيها المغرب والتي تدعم الخصوصية الثقافية لكل جهة من جهات المغرب.