بوعزامة احمد بن عمر الملقب باوهاشم من مواليد سنة 1940 بقصر ملعب ( إقليمالرشيدية ).البيئة الصحراوية التي نشا فيها كان لها تأثير كبير على حياته و اختياراته. فالجنوب الشرقي ارتبط و على الدوام بثقافاته المتنوعة التي تختلط فيها الإيقاعات و الألوان و تتوحد في جمالياتها و بساطتها. في هذه البيئة نشا و ترعرع اوهاشم حيث مشاركة الأطفال منذ الصغر في رقصات احيدوس حرصا من قبائل ايت عطا و ايت مرغاد على تأصيل هذا الشكل الاحتفالي. كما أن المنطقة عرفت بالعديد من الشعراء ( امديازن ) الذين كانوا يؤثثون الجلسات بإبداعاتهم الشعرية. ظروف العيش القاهرة دفعت اوهاشم كما كان الحال بالنسبة للكثير من أبناء الجنوب الشرقي إلى الهجرة إلى الجزائر فشد الرحال في سن مبكرة و قد بدأت ملامح المبدع تظهر على الفتى. فمنذ السابعة من عمره بدا بالعزف ككل أبناء البسطاء على آلة من صنع يدوي ثم عزف على الناي و بدا بقرض الشعر اقتداء بمحيطه و ببعض أفراد عائلته. عاد من الجزائر إلى بلدته ملعب و بدا نجمه يسطع كأحد المبدعين المحليين. حال التواجد في منطقة منسية و قلة ذات اليد في إعطائه فرصة لاثباث الذات لكن لم يحل ذلك دون الاستمرار في العطاء و حب الفن. اصدر العديد من الألبومات منها ما هو منتوج فردي، شعرا و عزفا و منها ما هو إعادة توزيع لأهازيج احيدوس بشكل جديد و بإدخال آلة الوتار من بينها:"تارين الزين"،"عويشة"،"أهام اتا".... غنى اوهاشم للمرأة و الطفل و القبيلة و الحب و الوطن... و في كل انتاجاته،اوهاشم بوعزامة حريص على شيئين:أولهما رفضه القاطع للتقليد حيث انه لا يفوت أي فرصة للتأكيد على انه مبدع يتحاشى التقليد و ثانيها انه يحبذ العزف لوحده دون مصاحبة و هذا دليل على أن الرجل يعتبر نفسه كافيا للامتاع و الإفادة و هذه من شيم الكبار. اوهاشم هو كذلك،إنسان لا تفارق الابتسامة محياه،يعيش بفنه في انسجام تام داخل أسرته حيث أن زوجته و أبناءه يفتخرون بوضعه الفني في وسط لا يتيح ذلك بسهولة.هو إنسان زاهد في الحياة ففي احد الأيام سأله احد الباحثين:"ماذا تحتاج في هذه الحياة لتكون سعيدا؟" فأجابه:"احتاج لمن يتذوق فني" شارك في العديد من المهرجانات و الملتقيات جهويا و محليا و لم يحظ بما يليق بقوته الإبداعية من اهتمام.وتكريمه في المهرجان الوطني للوتار حدث مهم يعطي لهذا الرجل بعضا من حقه و يؤكد على أن دور المهرجانات هو إعادة الاعتبار للرموز و تجسيد لثقافة الاعتراف