عاشت قصور تافيلات منذ الأزل الأمن و الأمان و المثالية و النموذج في التضامن و التآزر و التعاون و خاصة قصور مدينة الريصاني التي لا زال يضرب بها المثل في الكرم و و الإيثار و الهدوء و السكينة ، أبواب المنازل مفتوحة ليل نهار و متاع متروك هنا و هناك و لا أدنى خوف عليه و لو بقي سنة كاملة ستجده في مكانه ، تضيع أوراقك أو نقودك أو حلي زوجتك أو متاع كيفما كان نوعه ستسمع المنادي يوم السوق ينادي عن صاحب تلك الأمانة أو في القصر نفسه، يا للعجب كيف تمر السنوات و تفسد الأخلاق و يصبح العكس ، لقد أصبحنا نسمع عن قصورنا العجب و مما زاد الطين بله الأحداث التي شهدها قصر تابوعصامت الذي يعتبر من أكبر القصور في جماعة السفالات صاحب تاريخ عظيم تسكنه قبائل تعايشت فيما بينها و أصبحت أسرة واحدة تخرج منه علماء أجلاء ، قلت شهد هذا القصر أحداثا أرعبت الكبير و الصغير و تركت هلعا و خوفا في نفوس نساء القصر اللواتي أصبحن يخفن على أبنائهن و أزواجهن من الفتنة التي ألمت بالقصر ، فمن سرقة المنازل في فصل الصيف إلى سرقة المسجد في شهر رمضان الأبرك إلى سرقة المدرسة التي يتعلم فيها أبناؤهم ، لكن الذي سيدق ناقوس الخطر هو النيران التي أصبحت تضرم في نخيل القصر و الذي يعتبر من أجود نخيل السفالات و أصبح رجال القصر و شبابه يرون أعمدة الدخان هنا و هناك ، فما ينتهون من إخماد حريق حتى يهرعون إلى آخر و ليس هذا فقط بل طال العميل المشين الإجرامي صومعة المسجد بيت الله التي أضرمت النار فيها مما أدى إلى تفرقع قنينة غاز ، و لم تترك و لله الحمد أي إصابات جسدية لكنها تركت آثارا نفسية جعلت إحدى النساء تقول أصبحنا نرى في قصرنا ما لا نراه في سوريا ، قلوبنا معكم يا إخواننا في قصر تابوعصامت ، نتمنى أن يلقى القبض على الجناة و ينالون العقاب الذي يستحقون فلا عاش من يمسكم بسوء .