يلاحظ المتتبع للشأن المحلي ببوذنيب حركية متميزة واستنفارا غير معهود، شعاره جمعيات المجتمع المدني ببوذنيب تنتفض، وعنوانه بوذنيب المجال والإنسان واقع التهميش ومتطلبات التجاوز والإنقاذ. فقد أجمعت 38 جمعية أمرها والتأم شملها بمختلف مشاربها واهتماماتها(ثقافية، اجتماعية، رياضية...)، واتحدت كلمتها حول لا للتهميش والإقصاء في زمن الربيع العربي، وفي زمن ثورة صناديق الاقتراع المغربية. حركية عرفت ميلادها مع نهاية شهر يناير من هذه السنة، وتواصلت لقاءاتها الماراطونية (8 لقاءات)، كانت أرضيتها: بوذنيب بعد خمسة عقود من الاستقلال، حيث لاحظ المهتمون أن بوذنيب ترزح تحت اختلالات بنيوية مست كل جوانب الحياة، مما جعل الكل يتساءل عن جدوى الشعارات المرفوعة في مغرب الحاضر، وعن أفق مغرب المستقبل، في ظل هذا التمايز الذي لا زال يكرس سياسة المغرب النافع والمغرب غير النافع. لقد هال المجتمعين واقع الأمر ببوذنيب عندما قاموا بتشريحه، واكتشفوا أنه مزمن لم يعد معه القبول بالسكوت إنقاذا لما بقي من ماء الحياة في هذه البقعة من مغربنا الحبيب، إن لم نقل إنقاذ كرامة الإنسان. أسفرت اللقاءات والإجتماعات عن بيان استعجالي ثم أعقبته مذكرة مطلبية قطاعية عملت الجمعيات على صياغتها صياغة دقيقة، تكشف عن قدرة على سبر مكامن الخلل، وعن عمق ووضوح الرؤيا، ونضج التصور، وعن قوة اقتراحية تنتظر فقط النيات الحسنة والرغبة الأكيدة في الإنقاذ من لدن المسؤولين. وقد بعثت الجمعيات بهذه المذكرة إلى كل المسؤولين بدءا برئيس الحكومة، والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني وصولا إلى رئيس المجلس البلدي الذي لا زال إلى حدود كتابة هذه الكلمات لم يحرك ساكنا، وفضل السفر إلى خارج المغرب تاركا خلفه المنطقة مهيأة لكل احتمال. ألا ليت قومي يعتبرون