منذ الموسم الفارط، أطلفت الثانوية الإعدادية مولاي رشيد بالرشيدية مشروعا تحت عنوان "من أجل مؤسسة بدون تدخين" وهو مشروع يسعى، حسب مولاي عبد الرحمان الهاشمي علوي مدير المؤسسة "إلى محاربة ظاهرة التعاطي للتدخين والمخدرات في صفوف الأطر الإدارية والتربوية والتلاميذ، وذلك عبر التحسيس والتوعية بخطورة هذه الظاهرة على الصحة والمجتمع". أما أهداف المشروع، فحددها مؤطره سعيد وعشى في "جعل هذه الثانوية مؤسسة بدون تدخين" وذلك بالعمل على حماية المستهدفين ومحيطهم، عبر التحفيز على المبادرة والابتكار والإبداع من أجل إنتاج مواد تواصلية تربوية مرتبطة بالتربية الصحية، واستغلال تقنيات الإعلام والتواصل من أجل الإبداع والتحسيس بخطورة التعاطي للتدخين والمخدرات، وهو أمر آخذ في الاستفحال وسط الشباب عموما، والتلاميذ على الخصوص.
وأضاف المصدر نفسه أن البرنامج العام للأنشطة المبرمجة في المشروع انطلقت بإنجاز بحث ميداني شمل أطر المؤسسة وجميع تلامذتها، واستهدف معرفة أعداد المدخنين وجنسهم والمواد التي يتعاطونها، وأسباب ذلك، وإحساساتهم قبل التعاطي، وأثناءه وبعده، ومدى معرفة المتعاطين للأمراض التي يتسبب فيها تدخين السجائر والتعاطي للمخدرات بمختلف أنواعها. كما استهدف البحث معرفة هل سبق للتلاميذ أن استفادوا من برامج توعوية وتحسيسية خاصة بالتدخين داخل المؤسسة أو خارجها...
وعلى ضوء هذا البحث، يتم تنظيم حملات تواصلية تحسيسية اعتمادا على ملصقات ومطويات أنجزت لهذا الغرض، تضاف إليها برنامج إذاعية مدرسية تتحدث عن بعض أسباب التعاطي للتدخين والمخدرات ونتائجه، كما يتم الاستماع، خلالها، لشهادات بعض التلاميذ المدخنين أو الذين تمكنوا من الإقلاع عن التدخين، وبالمناسبة نفسها، تنظم مسابقات لإنجاز أحسن المطويات وأجود القصائد الشعرية، كما تنظم بالمؤسسة معارض للأشرطة المرسومة، يناقش خلالها محتواها، وتعرض أشرطة وثائقية تبين خطورة الظاهرة على الصحة والمجتمع. كما تنظم مسابقات لإنجاز رسوم كاريكاتورية حول الموضوع، وفي الإطار نفسه، أنجز فيلم تربوي تحت عنوان" احذر...!"
وحسب المصدر نفسه، فقد تم تحفيز العديد من المدخنين (تلاميذ وأطر تربوية وإدارية) على الإقلاع عن هذه العادة السيئة، إذ ساعدتهم خلية شكلت لهذا الغرض تتكون من أساتذة وإداريين وطبيب وتلاميذ وأعضاء جمعية آباء وأولياء التلاميذ، (ساعدتهم) على الانخراط في المشروع، وحفزتهم عبر خلق قنوات للتواصل معهم وتوعيتهم بخطورة الظاهرة على صحتهم وصحة من حولهم، وحسب الأستاذ وعشى فإن هذا المشروع ما كان له أن ينجح لولا تعبئة كافة الأساتذة وأطر المؤسسة وتجندهم جميعا واستعانتهم ببعض الأندية التربوية (نادي المحكمة المدرسية، نادي الصورة، نادي الفنون التشكيلية، نادي الإعلام والتواصل) في تنفيذ المشروع، ما كان له أبلغ الأثر إذ أقلع عديدون عن هذه العادة السيئة... يذكر أن هذا المشروع مرشح لمسابقة "إعداديات وثانويات ومقاولات بدون تدخين" على المستوى الوطني بعد تأهله على المستويين الإقليمي والجهوي.