انخرطت مجموعة من الإعداديات والثانويات بمختلف النيابات التعليمية بجهة الدار البيضاء في حرب مكثفة على المخدرات في صفوف التلاميذ، وفي السياق ذاته تنظم النوادي وجمعيات الآباء وأولياء التلاميذ التابعة لهذه المؤسسات أنشطة وأسابيع تحسيسية متنوعة متوالية خلال هذه الأيام، في مبادرات تعتمد المقاربة الوقائية لمحاصرة الظاهرة وتحسيس التلاميذ بخطورتها. بعد أن أصبحت المؤسسات التعليمية مستهدفة بشكل كبير من قبل شبكات ترويج المخدرات وغيرها من المواد الخطيرة، وبعد أن بدأ يتنامى عدد متعاطي المخدرات في صفوف التلاميذ. وتتوجه هذه الحملات التحسيسية بحسب الأطر التربوية المشرفة، بالدرجة الأولى لفائدة التلاميذ، لكون هذه الآفة أصبحت بوابة إلى كل الانحرافات الأخرى، وإلى انتشارها الخطير في صفوف القاصرين من الجنسين معا، الذين أصبحت ساحاتهم مرتعا للمروجين والمدمنين. وأكد سعيد تكروين مدير إعدادية 20 غشت بنيابة مولاي رشيد، أنه ليست هناك مذكرة محددة تحث على انخراط المؤسسات في محاربة المخدرات بشكل خاص، ولكن السياق الذي يحكم هذه المبادرات، يظل هو الرسالة التربوية المؤطرة للفضاء التعليمي عموما، إضافة إلى جوهر المذكرات الموجهة إلى مدراء المؤسسات التعليمية، والتي تؤكد على جعل المؤسسة فضاء نظيفا يتلقى فيه التلميذ كافة القيم الأخلاقية، وفي هذا الإطار ننتظم يضيف تكروين لـ التجديد في محاربة آفة المخدرات في صفوف التلاميذ، لأنها أصبحت آفة العصر، وذلك في إطار أيام تحسيسية استباقية لنبعد عن مؤسساتنا أذى المخدرات. وتأكد من تكروين أن مؤسسته مقبلة على تنظيم أيام تحسيسية خلال الأسبوع المقبل في الموضوع. واعتبر مدير إعدادية 20 غشت أن مثل هذه الأيام التحسيسية والأسابيع الثقافية في الموضوع؛ يمكن اعتبارها حملة تكميلية لتفعيل ما قد كانت شددت عليه المذكرة التحذيرية رقم (09/1003)، التي سبق أن عممتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء مؤخرا، ودعت فيها أطر الإدارة التربوية في جميع المؤسسات التعليمية بجهة الدار البيضاء الكبرى، إلى واجب التوعية والتحسيس بخطورة ترويج المخدرات في فضاءات المؤسسات التعليمية. ومن جهتها اعتبرت سميرة معروف، مشرفة على نادي المواطنة والسلوك المدني بإعدادية الرشيد، أن تنظيم النادي لأسبوع تحسيسي اختتم فعالياته السبت الماضي، جاء انطلاقا من حاجة التلاميذ إلى التوعية بخطورة التعاطي للمخدرات، بعد أن تطور تعاطي التلاميذ للمواد المخدرة التي أصبحت تغزو المؤسسات التعليمية وفضاءاتها، ومع ازدياد عدد المتعاطين في صفوف التلاميذ، مضيفة لـ التجديد أن انخراط التلاميذ في فعاليات هذه الأسابيع التقافية، يقوي لديهم الوعي بخطورة الظاهرة. وشددت سعيدة معروف على أن المقاربة الوقائية تظل الحل الأنجع في محاصرة ظاهرة تتجاوز كل الحدود. ومن جهة أخرى؛ تتعاون الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم بجهة الدار البيضاء الكبرى مع جمعيات المجتمع المدني من أجل محاربة كل ما يمكن أن يروجه بعض الباعة المتجولين من المواد المخدرة. وكانت مصادر مطلعة قد أكدت لـ التجديد أن دورية صدرت عن مصالح الأمن الولائي بالعاصمة الاقتصادية بعد لقاء جمع مدير الأكاديمية وبعض مسؤولي الأمن، لتشكيل خلايا إقليمية لتتبع مروجي المخدرات بالمؤسسات، وتعطي هذه الدورية، تضيف المصادر ذاتها، الصلاحية للأمن الإقليمي ليتتبع بشكل خاص مظاهرالتحرش الجنسي، الاعتداء على التلاميذ، وترويج المخدرات وتعاطيها، عبر تلقي مكالمات هاتفية من مدراء المؤسسات التعليمية للتبليغ عن ذلك. وكانت التجديد قد علمت من مصادر مطلعة أن رجال الأمن اقتحموا مدرسة ابتدائية بسيدي عثمان بالدار البيضاء صباح السبت الماضي، وتمكنوا من توقيف تلميذة بالقسم السادس ابتدائي بحوزتها مادة مخدرة، وزميلتها التي كانت تعاني من آثار تناولها للمخدر، وأكد رجل تعليم لـ التجديد أن مشهد معاناة هذه التلميذة التي كانت تحك كافة أنحاء جسدها بشكل هستيري أثار الشكوك لدى معلمتها، التي أبلغت الإدارة، قبل أن يتدخل رجال الأمن. ووفقا لنتائج الدراسة الاستقصائية التي كانت قد أجرتها وزارة الصحة في عام ,2001 فإن حوالي 3147 من شباب المدرسة يتعاطون التدخين، وبحسب إحصائيات سنة 2004 فإن الاستهلاك هو أعلى في أوساط الشباب في الدار البيضاء (11,5بالمائة) ، ويكون في الغالب بين الذكور (22,3 بالمائة مقابل 1,9 بالمائة للفتيات)، ويبدأ في سن مبكرة جدا ثم يتكثف التعاطي تدريجيا بعد سن 18 سنة، وتبلغ نسبة استهلاك الشباب للمخدرات مرة واحدة لتلبية فضول هي 4,3 في المائة.