اوقف ثلاثة مغاربة في اطار التحقيق حول اعتداء مراكش الذي اسفر عن 16 قتيلا في 28 نيسان/ابريل، حسبما اعلن مسؤول في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس. وقال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن عملية التحقيق في الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مقهى "أركانة" في مراكش، وخلف مقتل 16 وجرح 21، أغلبيتهم أجانب، ما زالت جارية، مشيرا إلى أنه "عندما تتوفر المعلومات الكافية التي تسمح بضبط الجناة، سيجري إخبار الرأي العام بذلك بكل شفافية". وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة، في تصريح ل "إيلاف"، أن هناك العديد من المشتبه بهم، مبرزا أنه جرى الحديث والتتبث من كل الملابسات المتعلقة بمن يمكن أن يكون مشتبها فيه، وطالما تبين بأنه ليس ضالعا في الموضوع تم إطلاق سراحه على الفور". وأكدت مصادر موثوقة أن الشرطة المغربية استمعت إلى مجموعة من المشتبه فيهم، من بينهم معتقلين سابقين في إطار ما يسمى ب "تيار السلفية الجهادية"، إلى جانب مهاجر سابق في إيطاليا، وأشخاص آخرين. وأوضحت المصادر أن المحققين يأخذون جميع الفرضيات المطروحة بعين الاعتبار أثناء التحريات، إذ أن الأبحاث تذهب في اتجاهات مختلفة من أجل الوصول إلى معلومات دقيقة تقود إلى المنفذ المفترض للاعتداء الإرهابي. وأبرزت المصادر أن المحققين لا يغفلون أي معلومة، ويحاولون التأكد من كل واحدة منها، قبل مباشرة تحقيق معمق فيها. وما زالت الشكوك تحوم حول شاب يرجح بأن له صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ورفعت درجة اليقظة والحذر في صفوف مختلف المصالح الأمنية، كما جرى نصب حواجز أمنية في مختلف مداخل المدن. ووقعت عملية التفجير بالطابق الأول لمقهى "أركانة" عن طريق استعمال مادة متفجرة، عبارة عن عبوة ناسفة تدخل في تركيبتها مادة "نيترات دامونيوم"، ومتفجر "تي أ تي بي". وتسببت قوة الانفجار في إحداث ثقب ب70 سنتم، مخلفا خسائر مادية مهمة داخل وخارج المقهى، كما تم العثور على مسامير حديدية في عين المكان وفي أجسام الضحايا. وجرى اتخاذ جميع التدابير الأمنية على صعيد مجموع التراب الوطني من أجل ضمان النظام والأمن في مواجهة أي تبعات لهذا المشروع الإجرامي والتصدي له بكل حزم ويقظة. يشار إلى أن وزير الداخلية المغربي، الطيب الشرقاوي، سبق أن أكد، في لقاء مع الصحافة، أن الطريقة التي تم بها تنفيذ هذا العمل الإرهابي تذكر بالأسلوب الذي يستعمله عادة تنظيم القاعدة. وكان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، الذي قتلته القوات الأميركية في باكستان، حاول اختراق المملكة عبر المغاربة، الذين كانوا ينشطون في التنظيم، من خلال تأسيس جماعة خاصة بهم، تتكلف بوضع جميع المخططات وإنشاء اول نواة للقاعدة في المغرب.